مفهوم الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى في ضوء الكتاب والسنة
الناشر
مطبعة سفير
مكان النشر
الرياض
تصانيف
من جهينة، قال: فصبَّحنا القوم فهزمناهم، قال: ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلًا منهم، قال: فلما غشيناه قال: لا إله إلا اللَّه، قال: فكف عنه الأنصاري، فطعنته برمحي حتى قتلته، قال: فلما قدمنا بلغ ذلك النبي ﷺ قال: فقال لي: «يا أسامة، أقتلته بعدما قال لا إله إلا اللَّه؟» قال: قلت: يا رسول اللَّه، إنما كان متعوذًا، قال: فقال: «أقتلته بعدما قال لا إله إلا اللَّه؟»، قال: فمازال يُكرّرها حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم (١).
وفي رواية قال: قلت يا رسول اللَّه: إنما قالها خوفًا من السلاح، قال: «أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا»، فمازال يكررها حتى تمنيت أني أسلمت يومئذ (٢).
وفي رواية: «كيف تصنع بلا إله إلا اللَّه إذا جاءت يوم القيامة؟» قال: يا رسول اللَّه: استغفر لي، قال: «وكيف تصنع بلا إله إلا اللَّه إذا جاءت يوم القيامة؟». قال: فجعل لا يزيده على أن يقول: «كيف تصنع بلا إله إلا اللَّه إذا جاءت يوم القيامة» (٣).
ولهذا كان النبي ﷺ أعظم الناس أناةً وتثبتًا، فكان لا يقاتل أحدًا
_________
(١) البخاري مع الفتح، كتاب المغازي، باب بعث النبي ﷺ أسامة إلى الحرقات
٧/ ٥١٧، ١٢/ ١٩١ (رقم ٤٢٦٩)، ومسلم في كتاب الإيمان، باب تحريم قتل الكافر بعد أن قال لا إله إلا اللَّه، ١/ ٩٧، (رقم ٩٦/ ١٥٩).
(٢) مسلم، في كتاب الإيمان، باب تحريم قتل الكافر بعد أن قال لا إله إلا اللَّه ١/ ٩٦ (رقم ٩٧).
(٣) أخرجه مسلم، في كتاب الإيمان، باب تحريم قتل الكافر بعد أن قال لا إله إلا اللَّه، ١/ ٩٧.
1 / 60