مفهوم الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى في ضوء الكتاب والسنة

سعيد بن وهف القحطاني ت. 1440 هجري
59

مفهوم الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى في ضوء الكتاب والسنة

الناشر

مطبعة سفير

مكان النشر

الرياض

تصانيف

من جهينة، قال: فصبَّحنا القوم فهزمناهم، قال: ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلًا منهم، قال: فلما غشيناه قال: لا إله إلا اللَّه، قال: فكف عنه الأنصاري، فطعنته برمحي حتى قتلته، قال: فلما قدمنا بلغ ذلك النبي ﷺ قال: فقال لي: «يا أسامة، أقتلته بعدما قال لا إله إلا اللَّه؟» قال: قلت: يا رسول اللَّه، إنما كان متعوذًا، قال: فقال: «أقتلته بعدما قال لا إله إلا اللَّه؟»، قال: فمازال يُكرّرها حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم (١). وفي رواية قال: قلت يا رسول اللَّه: إنما قالها خوفًا من السلاح، قال: «أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا»، فمازال يكررها حتى تمنيت أني أسلمت يومئذ (٢). وفي رواية: «كيف تصنع بلا إله إلا اللَّه إذا جاءت يوم القيامة؟» قال: يا رسول اللَّه: استغفر لي، قال: «وكيف تصنع بلا إله إلا اللَّه إذا جاءت يوم القيامة؟». قال: فجعل لا يزيده على أن يقول: «كيف تصنع بلا إله إلا اللَّه إذا جاءت يوم القيامة» (٣). ولهذا كان النبي ﷺ أعظم الناس أناةً وتثبتًا، فكان لا يقاتل أحدًا

(١) البخاري مع الفتح، كتاب المغازي، باب بعث النبي ﷺ أسامة إلى الحرقات ٧/ ٥١٧، ١٢/ ١٩١ (رقم ٤٢٦٩)، ومسلم في كتاب الإيمان، باب تحريم قتل الكافر بعد أن قال لا إله إلا اللَّه، ١/ ٩٧، (رقم ٩٦/ ١٥٩). (٢) مسلم، في كتاب الإيمان، باب تحريم قتل الكافر بعد أن قال لا إله إلا اللَّه ١/ ٩٦ (رقم ٩٧). (٣) أخرجه مسلم، في كتاب الإيمان، باب تحريم قتل الكافر بعد أن قال لا إله إلا اللَّه، ١/ ٩٧.

1 / 60