مفهوم الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى في ضوء الكتاب والسنة
الناشر
مطبعة سفير
مكان النشر
الرياض
تصانيف
١ - أن يسأل العبد ربه العلم النافع، ويستعين به تعالى، ويفتقر إليه، وقد أمر اللَّه نبيه محمدًا ﷺ بسؤاله أن يزيده علمًا إلى علمه (١)، فقال تعالى: ﴿وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾ (٢)، وقد كان ﷺ يقول: «اللَّهم انفعني بما علمتني، وعلمني ما ينفعني، وزدني علمًا» (٣).
٢ - ومنها: الاجتهاد في طلب العلم، والشوق إليه، والرغبة الصادقة في ابتغاء مرضاة اللَّه تعالى، وبذل جميع الأسباب في طلب علم الكتاب والسنة (٤).
وقد جاء رجل إلى أبي هريرة ﵁ فقال: إني أريد أن أتعلم العلم وأخاف أن أُضيِّعه، فقال أبو هريرة ﵁: «كفى بتركك له تضييعًا» (٥).
ولهذا قال بعض الحكماء عندما سُئلَ: ما السبب الذي ينال به العلم؟ قال: بالحرص عليه يُتَّبع، وبالحب له يُستَمَع، وبالفراغ له يَجْتَمِع، [عَلِّم علمك من يجهل، وتعلم ممن يعلم، فإنك إن فعلت
ذلك علمت ما جهلت، وحفظت ما علمت] (٦).
_________
(١) انظر: تفسير الإمام البغوي، ٣/ ٢٣٣، وتفسير العلامة السعدي، ٥/ ١٩٤.
(٢) سورة طه، الآية: ١١٤.
(٣) الترمذي، في الدعوات، باب في العفو والعافية، ٥/ ٥٧٨، (رقم ٣٥٩٩)، وابن ماجه في العلم، باب الانتفاع بالعلم والعمل به، ١/ ٩٢، (رقم ٢٥١)، وانظر: صحيح ابن ماجه، ١/ ٤٧.
(٤) انظر: تفسير السعدي، ٥/ ١٩٤.
(٥) جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر، ١/ ١٠٤.
(٦) جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر، ١/ ١٠٢، ١٠٣.
1 / 32