المدينة الفاضلة عبر التاريخ

عطيات أبو السعود ت. 1450 هجري
190

المدينة الفاضلة عبر التاريخ

تصانيف

6

أو العقائديين الشيوعيين. لقد نظر إليها أحيانا بعيون الصحفيين الباحثين عن الحقائق، الذين كتبوا التقارير عن مهمتهم في يوتوبيا، أو بعيون الكتاب أصحاب المواقف النقدية من القضايا الاجتماعية الذين لم يترددوا، مثل أندريه جيد، عن التعبير عن خيبة أملهم المؤلمة في البلاد التي اعتقدوا قبل ذلك أن «اليوتوبيا ستصبح فيها حقيقة واقعة». لقد أغضبت كتبهم أولئك الذين لا ينفصل حبهم للنظام عن تحيزهم للطغاة.

7

ولكنها (أي الكتب) أشاعت سوء الظن في اشتراكية الدولة التي دافع عنها اليوتوبيون في القرن التاسع عشر.

لقد كان الاتجاه الأساسي للأدب في فترة ما بين الحربين العظميين هو الشك الشديد في قدرة الدولة على تغيير المجتمع. وقد دفع قيام النظم الجديدة، سواء كانت شيوعية صريحة، أو اشتراكية غامضة، وإن كانت في الحالين شمولية وعلى استعداد للتضحية بالفرد في سبيل مصلحة الدولة ، دفع المثقفين إلى تبني موقف الخضوع الكامل للدولة مما جعلهم يتحولون إلى مجرد دعاة مأجورين، أو إلى موقف التحدي والدفاع عن الحقوق الفردية.

وقد كان هناك أيضا اتجاه آخر للتخلي عن الإيمان بحتمية التقدم. فقد اعتقد معظم كتاب القرن التاسع عشر أن الاكتشافات العلمية والتطور الصناعي سيؤديان بصورة آلية إلى زيادة سعادة الجنس البشري، ولكن الأجيال الحديثة تدرك الأخطار التي يمكن أن يأتي بها التقدم كما تدرك مزاياه. فلم يعد ينتظر من الآلات أن تقوم بتحرير البشر عندما تتحول إلى عبيد لهم، كما كان يحلم بذلك أوسكار وايلد، وإنما أصبحت تبدو في معظم الأحيان وكأنها تتحكم فيهم تحكم السادة في العبيد.

والعامل الحديث يتعرف على نفسه في شخص شارلي شابلن الذي يصارع الآلة الجهنمية ل «العصور الحديثة»،

8

بل إننا لنخاف أن يخرج حتى الإنسان الآلي المطيع للورد ليتور عن سيطرتنا، وهو خوف تم التعبير عنه عشرات الروايات، والأفلام السينمائية والمسرحيات، وكذلك في المسلسلات الهزلية من مسرحية شابيك ر. ر. ع

Capek’s R. U. R ،

صفحة غير معروفة