الأول:
أن يكون الطعام حلالا في نفسه، طيبا في جهة كسبه.
الثاني:
غسل اليد؛ لأن اليد لا تخلو عن لوث في تعاطي الأعمال، فغسلها أقرب إلى النظافة والنزاهة، ولأن الأكل لقصد الاستعانة على الدين عبادة، فهو جدير بأن يقدم عليه ما يجري منه مجرى الطهارة من الصلاة.
الثالث :
أن يوضع الطعام على السفرة الموضوعة على الأرض؛ فهو أقرب إلى فعل رسول الله
صلى الله عليه وسلم
من رفعه على المائدة. كان رسول الله إذا أتي بطعام وضعه على الأرض؛ فهذا أقرب إلى التواضع، فإن لم يكن فعلى السفرة؛ فإنها تذكر السفر، ويتذكر من السفر سفر الآخرة وحاجته إلى زاد التقوى. [وها هنا ترى الغزالي يبلغ نهاية المرونة من وجهة نظره، حين يقول في هذا السياق: إنه وإن تكن الموائد مستحدثة بعد رسول الله «فلسنا نقول الأكل على المائدة منهي عنه نهي كراهة أو تحريم»؛ كل ما في الأمر عنده هو أن الأكل على السفرة أصح منه على المائدة، وعلى الأرض أصح منه على السفرة.]
الرابع:
أن يحسن الجلسة على السفرة في أول جلوسه، ويستديمها كذلك؛ كان رسول الله ربما جثا للأكل على ركبتيه، وجلس على ظهر قدميه، وربما نصب رجله اليمنى وجلس على اليسرى.
صفحة غير معروفة