معارج الأنوار في سيرة النبي المختار (( نونية الصرصري ))

يحي بن يوسف الصرصري ت. 656 هجري
5

معارج الأنوار في سيرة النبي المختار (( نونية الصرصري ))

سعدت حليمة ظئره برضاعه وحوى الفخار رضيعه بلبان

88

ورأت به البركات منذ غدت به

وأتانها في الركب خير أتان

89

وغدت تدر لها الشياه العجف في ال

زمن المحيل وأقبل الثديان

90

فأتت إليه وأسلمت وحليلها

فتبوآ للرشد دار أمان

91

ولأربع من عمره لما غدا

مع صبية أترابه الرعيان

92

شرح الملائك صدره واستخرجوا

منه نصيب الداحض الشيطان

93

ولقد تطهر بعد عشر صدره

من كل ما غل بشرح ثان

94

ملأوه إيمانا وحلما وافرا

وسكينة مع رأفة وحنان

95

ووقته من لفح الهجير غمامة

وهو ابن عشر أجمل الغلمان

96

يغدو كحيلا داهنا وقرينه

شعث الغدائر رمص الأجفان

97

ومضت لست أمه وتكفل ال

جد الشفيق له بحسن حضان

98

وأتى به وهو ابن سبع عمه

وقد اشتكى رمدا إلى ديراني

99

فأبى النزول فزلزلت جدرانه

فارتاع عند تزلزل الجدران

100

فانحط حينئذ وأخبر جده

بنبوة الولد العظيم الشان

101

وبجده استسقى الغمائم جده

فتبجست بالوابل الهتان

102

ولقد ترحل جده لهنائه

سيف بن ذي يزن إلى غمدان

103

فحباه سيف عندها ببشارة

تعلو الهناء بمقتل السودان

104

أفضى إليه بسره في أحمد ال

هادي البشير وكان ذا خبران

105

وتكفل العم الشفيق بأمره

لما غدا متكملا لثمان

106

ورأى عظيم الخير من بركاته

هو والعيال إذا أتوا بخوان

107

وشكا إليه عمه ظمأ به

في موضع خال من الغدارن

108

فسقاه إذ ركض التراب برجله

صفحة ٥