============================================================
احسنت تربيته. يقول: هذه الأرض ترشح هذا النبت وهي لا ترأمه كما ترأم الناقة ولدها أي لا تعطف عليه.
وقوله: (وان سلبته لم يشعه حنينها) يقول: إن سلبت هذا النبت لم تتبعه حنينا كما تتبع الناقة ولذها الحنين. ويقال: شاعه يشيعه وشيعه يشيعه، فالأرض لا ترأم النبت ولا تحك في إثره مثل الناقة .
وأنشدني أبوعثمان: 47 وتقضي القراسيات بالعدل بينتا ويحكم فيها ذو الكلاب فيجنف اذا كاس منها مشتجر بناؤه أساخث ولم تذعو ضوامر تضرف(1) يصف إبلا. و(القراسيات) قداح منسوبة إلى قراس، وهي جبال باردة بناحية السراة. يقول: هذه القداح عملت من شجر ال قراس، والقداح تقضي بالحق بين هذه الإبل لأنها قرعة، والقرعه عدل.
وقوله (يحكم فيها ذو الكلاب) يعني السيف. والكلاب: المسامير في قائمه (يجنف) يجور لأن السيف إذا حكم جار.
وقوله (إذا كاس منها مشمخ يريد بعيرا مثل البناء المشمخر، والمشمخر: المرتفع العالي: وقوله (منها) يعني الابل.
و(كاس)(2) ضبربت رجلاه فحبا على يديه، كاس يكوس كوسا.
(1) من البحر الطويل.
(2) يقال كاس البعير يكوس إذا مشى على ثلاث قوائم وهو معرقب، هذا في ذوات الأربع، وأما في غيرها فالكوس هو المشي على رجل واحدة، وقيل الكوس أن يرفع البعير إحدن قوائمه ويترو على
صفحة ٦٦