67

معانى القرآن للأخفش [معتزلى]

محقق

الدكتورة هدى محمود قراعة

الناشر

مكتبة الخانجي

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١١ هـ - ١٩٩٠ م

مكان النشر

القاهرة

ومَنْ يغتربْ عن قومِهِ لا يَجِدْ لهُ * على مَنْ لهُ رَهْطٌ حواليهِ مغْضبا وتُدْفنُ منه المحسَنات وان يُسِىءْ * يَكُنْ ما أساءَ النار في رأسِ كَبْكَبا فـ"تُدفنُ" يجوز فيه الوجوه كلها. قال الشاعر: [من الطويل وهو الشاهد السابع والثلاثون]: فإن يَرْجعِ النعمان نَفْرَحْ ونَبْتَهِجْ * ويأتِ مَعَدًّا مُلْكُها وربيعُها وإِنْ يَهْلِكِ النعمانُ تُعْرَ مَطِيَّةٌ * وتُخْبَأُ في جوفِ العياب قُطُوعها [٢٩ب] وقال ﵎ ﴿وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ﴾ فهذا لا يكون الا رفعا لانه الجواب الذي لا يستغنى عنه. والفاء اذا كانت جواب المجازاة كان ما بعدها أبدا مبتدأ وتلك فاء الابتداء لا فاء العطف. الا ترى أنك تقول "ان تأتِني فأمُركَ عندي على ما تحبُّ". فلو كانت هذه فاء العطف لم يجز السكوت حتى تجيء لما بعد "إنْ" بجواب. ومثلها ﴿وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا﴾ وقال بعضهم ﴿فَأُمَتِّعُهُ ثُمَّ أَضْطَرُّهُ﴾ فـ ﴿أَضْطَرُّهُ﴾ اذا

1 / 68