119

معانى القرآن للأخفش [معتزلى]

محقق

الدكتورة هدى محمود قراعة

الناشر

مكتبة الخانجي

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١١ هـ - ١٩٩٠ م

مكان النشر

القاهرة

جَآءَ الْبَشِيرُ﴾ وانما هي "فَلَمَّا جاء البَشِير" وقال ﴿وَلَمَّا جَآءَتْ رُسُلُنَا﴾ يقول "ولَمّا جَاءَتْ" وتزاد أيضًا مع "لَوْ" يقولون: "أَنْ لَوْ جِئْتني كانَ خيرًا لك" يقول "لَوْ جِئْتَني". وتكون في معنى "أَي" قال ﴿وَانطَلَقَ الْمَلأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُواْ﴾ يقول "أيْ امشوا". وتكون خفيفة في معنى الثقيلة في مثل قوله ﴿أَنِ الْحَمْدُ للَّهِ﴾ و﴿أَنَّ [٥١ب] لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَيْهِ﴾ على قولك "أَنْهُ لَعْنَةُ اللهِ". و"أَنْهُ الحَمْدُ لِلّهِ". وهذه بمنزلة قوله* ﴿أَفَلاَ يَرَوْنَ أَلاَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا﴾ [و] ﴿وَحَسِبُواْ أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ﴾ ولكن هذه اذا خففت وهي الى جنب الفعل لم يحسن الا ان معها "لا" حتى تكون عوضا من ذهاب التثقيل والاضمار. ولا تعوض "لا" في قوله ﴿أَنِ الْحَمْدُ للَّهِ﴾ لانها لا تكون، وهي خفيفة، عاملة في الاسم. وعوّضتها "لا" اذا كانت مع الفعل لانهم أرادوا ان يبيّنوا أنها لا تعمل في هذا المكان وأنها ثقيلة في المعنى. وتكون "أنْ" الخفيفة تعمل في الفعل وتكون هي والفعل اسما للمصدر، نحو قوله ﴿عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ﴾ انما هي "عَلى تسويةِ بِنَانِهِ". ﴿وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ﴾ باب من الاستثناء. ﴿وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ﴾ منصوبة لانه مستثنى ليس من أول الكلام، وهذا الذي يجيء في معنى

1 / 122