علة الحديث: إن بني اسرائيل بعد أن ساروا من مصر وعبروا البحر وجازوا التيه وبلغوا فلسطين أصبح لهم بيت عبادة وهو " بيت المقدس " لم يكن لهم بيت عبادة غيرو. وفي عصر سليمان أصبح لسليمان الملك النبي بلاطا يسمى هيكل سليمان، فأين كانت قبور أنبيائهم التي اتخذوها ؟ وإن بيت المقدس وبلده تحت أنظار المسلمين والعرب قبل عصر رسول الله (ص) وما بقي من قبور أنبيائهم قبر الخليل وموسى بن عمران لم نر ولم نسمع ولم يكتب أحد أن اليهود اتخذوهما وثنا وعلى فرض أن قبرا اتخذ وثنا فإنه لا يصدق على احترام القبر وزيارة القبر فإن اتخاذه وثنا يعني أن يستقبل القبر كما تستقبل الكعبة في الصلوات، فأين هذا من ذاك ؟ ليس مورد الشك في كل ما ذكرناه وما سنذكره بعد هذا أحاديث رسول الله (ص) معاذ الله، وانما البحث يجري حول رواة الاحاديث الذين لم يعصمهم الله من الخطأ والسهو والنسيان. أدلة من رأى جواز اتخاد مقابر الانبياء محلا للعبادة يستدل من يرى صحة اتخاذ مقابر الانبياء محلا للعبادة بان الطائفين حول الكعبة يطوفون حول حجر اسماعيل ويتمسحون بجداره وفيه قبر اسماعيل وامه هاجر فقد روى ابن سعد في طبقاته: ان اسماعيل لما بلغ عشرين سنة توفيت امه هاجر وهي ابنة تسعين سنة فدفنها اسماعيل في الحجر. وان اسماعيل توفي بعد ابيه فدفن في الحجر مما يلي الكعبة مع امه هاجر. وفي رواية بعدها: قبر اسماعيل تحت الميزاب بين الركن والبيت (1). وروى أبو بكر الفقيه عن النبي (ص) انه قال: ما من نبي هرب من قومه الا هرب إلى الكعبة يعبد الله فيها حتى يموت.
---
(1) لخصنا روايات ابن سعد الثلاثة من طبقاته ج 1 / 25 ط اروبا
--- [54]
صفحة ٥٣