من لا يستحق (1). ومن آمن بصحة الاحاديث المذكورة آنفا تتكون له رؤية تناقض محتوى الاحاديث التى أشرنا إليها فيما خص الله به خاتم أنبيائه وميزه عن سائر الناس بفضائل جمة وحق للرجل ذي معرفة السعوديين أذن أن يقول " محمد رجالا مثلي مات ". أضف إلى هذه الاحاديث التي كونت رؤية تناقض تلك الفضائل ما فعله الخليفة الصحابي عمر بن الخطاب واجتهاده في قطعه الشجرة التي بويع تحتها رسول الله (ص) (2). وتفصيل الخبر في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 1 / 59. وينقض جميع الاحاديث التي تنقص من منزلة رسول الله (ص) ما أخبر عنه الامام على عن رسول الله في خطبته القاصعة حيث قال: ولقد قرن الله به صلى الله عليه وآله من لدن أن كان فطيما أعظم ملك من ملائكته يسلك به طريق المكارم ومحاسن أخلاق العالم ليله ونهاره، ولقد كنت أتبعه اتباع الفصيل إثر أمه، يرفع لي في كل يوم من أخلاقه علما ويأمرني بالاقتداء به ولقد كان يجاور في كل سنة بحراء فأراه ولا يراه غيري ولم يجمع يومئذ في الاسلام غير رسول الله صلى الله عليه وآله وخديجة وأنا ثالثهما أرى نور الوحي والرسالة وأشم ريح النبوة ولقد سمعت رنة الشيطان حين نزل الوحي عليه صلى الله عليه وآله. فقلت يا رسول الله ما هذه الرنة ؟ قال هذا الشيطان أيس من عبادته (3). ولست أدري كيف لم يكن الرسول (ص) يعرف نفسه وعلى كتفه خاتم النبوة التي يعرفه بها كل من شاهده من أهل الكتاب (4).
---
(1) لما كانت احاديث مدرسة الخلفاء تكون رؤية تنزل من مستوى الرسول الاكرم (ص) عن مستوى الانسان العادى وخاصة في مثل الخبر المختلق في قصة الغرانيق التي بينا زيفها في الجزء الرابع من (نقش ائمه) ويمكن من خلالها القاء الشبهات في الوصي والقرآن استند المستشرقون من مبشري النصارى في دراساتهم للاسلام إلى احاديث مدرسة الخلفاء وتركت احاديث مدرسة اهل البيت ظهريا. (2) شفاء الصدور، ص 27، وهي شجرة بيعة الرضوان في صلح الحديبية. (3) نهج البلاغة، شرح محمد عبده، الخطبة رقم 192. (4) صحيح البخاري: كتاب المناقب والمرضى والادب، وصحيح مسلم: كتاب الفضائل، وسنن أبي داود، كتاب اللباس، والترمذي: كتاب المناقب ومسند أحمد ج 2 / 223 و3 / 434 و442 و4 / 195 و5 / 35 و77 و82 و83 و90 و95 و98 و104 و340 و341 و354 و438 و442 و443 و6 / 329.
--- [44]
صفحة ٤٣