تكون للمعتقد بصحتها رؤية خاصة تناقض محتوى الاحاديث الآنفة ولئلا يطول بنا المقام نقتصر في ما يأتي بالاشارة إلى بعض ما روى بشأن خاتم الانبياء وأفضل المرسلين صلى الله عليهم وسلم، ففيه كفاية لمن اراد أن يتدبر ويتبصر، منها: 1 - ما رواه البخاري في صحيحه وقال: ان رسول الله (ص) قبل ان ينزل عليه الوحي قدم إلى زيد بن عمرو بن نفيل سفرة فيها لحم فأبى ان يأكل منها ثم قال: اني لا آكل الا مما ذكر اسم الله عليه (1) إذا فان زيدا كان في الجاهلية افضل من رسول الله يتجنب من امر الجاهلية مالا يتجنبه رسول الله (ص). 2 - روى البخاري ومسلم: ان رسول الله (ص) لما جاءه جبرائيل بآيات " اقرأ باسم ربك الذي خلق - إلى قوله - علم بالقلم " رجع النبي (ص) إلى بيته ترجف بوادره وقال لخديجة اني خشيت على نفسي فقالت له خديجة: ابشر، كلا فوالله لا يخزيك الله أبدا وانطلقت به إلى ورقة بن نوفل وكان امرءا تنصر في الجاهلية فاخبره رسول الله (ص) خبر ما راه. فقال ورقة: هذا الناموس الذي أنزل على موسى... الحديث (2). إذا فان ورقة النصراني كان أدرى بالوحي وجبرائيل من رسول الله الذي خوطب بالوحي ومن كلام ورقة اطمأن النبي بمصيره. والا فانه كان يريد أن يلقي بنفسه من حالق جبل. حسب ما رواه ابن سعد في طبقاته وقال أيضا ان رسول الله (ص) قال: ان الابعد يعني نفسه لشاعر أو مجنون لا تحدث بها عني قريش ابدا (3).
---
(1) البخاري كتاب الذبائح، باب ما ذبح على النصب والاصنام ج 3 / 207 ومسند احمد 2 / 69 و86. وزيد بن عمرو بن نفيل كان ابن عم الخليفة عمرو والد زوجته، ورد ذكره في ترجمة ابنه سعيد في الاستيعاب 2 / 4. (2) صحيح البخاري: باب بدء الوحي، الجزء 1 / 3 وتفسير سورة اقرأ وصحيح مسلم: كتاب الايمان باب بدء الوحي الحديث 252، ومسند احمد 6 / 223 و233. والبوادر: اللحمة بين المنكب والعنق تضطرب عند الفزع. وقد لخصنا الخبر. وناقشنا روايات بعثة النبي الواردة في كتب الحديث والسيرة والتفسير وذكرنا عللها في الجزء الرابع من " نقش أئمة " وهو سلسلة دراسات عن أثر أئمة أهل البيت (ع) في احياء الاسلام نشر منها سبعة أجزاء باللغة الفارسية وأوردنا الخبر الصحيح في ذلك، والحمد لله. (3) طبقات ابن سعد ج 1 / 129 - 130 وخبر البعثة بتاريخ الطبري. (*)
--- [41]
صفحة ٤٠