وقد رماه أكثر من واحد من الصحابة والتابعين بالنفاق أو الظلم العظيم الباعث على الريبة، وقد توسعت في إيراد تلك الآثار في كتاب (معاوية بن أبي سفيان قراءة في المناقب والمثالب).
الملحوظة الثانية والأربعون:
كرر الأخ سليمان ص24 إيراد الآيات من سورة الحشر (للفقراء المهاجرين.. الآيات) وهذه قد سبق الجواب عليها في البحث الأصلي.
الملحوظة الثالثة والأربعون:
ذكر الأخ سليمان ص24 أن الغل على أحد من الصحابة من أعظم خبث القلوب.
قلت: وهذا صحيح وبهذا ذممنا من تدافعون عنهم؟!
الملحوظة الرابعة والأربعون:
ثم ذكر الأخ سليمان ص24 -وكأنه يقصد عبد الجواد ياسين- بأنه محترف الطعن وسوء الظن قد أتعب نفسه وآذى غيره فركض وراء السراب.. الخ الكلام الانشائي، والشيخ عبد الجواد ياسين باحث كبير، وهو وإن أخطأ في تكذيب أبي هريرة واتهامه إلا أن ما فعله أخف مما فعله معاوية الذي تدافعون عنه!! وكتاب الشيخ عبد الجواد ياسين (السلطة في الإسلام) من أفضل الكتب التي قرأتها وهذا لا يعني خلو الكتاب من الهنات والملحوظات، ومن منا لم يهم ولم يخطئ؟.
ثم قد سبق عبد الجواد ياسين بعض علماء الكوفة الذين كانوا يتوقفون في بعض أحاديث أبي هريرة وأنس بن مالك وغيرهم رضي الله عنهم.
أما تبرئة أبي هريرة من رواية الإسرائيليات وأخذها من كعب الأحبار فهذه مبالغة من الأخ سليمان، فالبخاري نفسه يعد (حديث التربة) مما أخذه أبو هريرة عن كعب الأحبار، والكلام في أبي هريرة، يطول، مع إيماني بأنه صادق وأنه حمل أشياء كانت من مسئولية الرواة عنه إلا أن اتهامه بالخطأ ليس متنافيا لا مع دين ولا عقل ولا بحث.
فليس صحيحا ما ذكره الأخ سليمان ص25 من أن الذي يرى أن أحاديث أبي هريرة اختلطت بالإسرائيليات يعد طعنا في الشريعة!! فهذه مبالغة، لأنه بالبحث العلمي نستطيع أن نفصل ما رواه عن أهل الكتاب وما رواه عن النبي (ص) ما أخطأ فيه وما أصاب فيه.
صفحة ٤٣