ولذلك رأينا معاوية في عهد الإمام علي يدفع الجزية للروم ويحارب عليا!!، فأين (أشداء على الكفار رحماء بينهم)؟!، فالقضية عند معاوية هنا معكوسة، فهو يقاتل السابقين، ويدفع العطاء للروم!!، وكذلك بسر بن أبي أرطأة ومسلم بن عقبة فقد أذلا أهل المدينة المنورة ومن فيهم من المهاجرين والأنصار إذلالا كبيرا في غزوتين من غزوات أهل الشام للمدينة الأولى سنة 39ه والثانية سنة 63ه.
النص التاسع.. من النصوص القرآنية:
قوله تعالى: (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا..)[31].
أقول: هذا الثناء هو على المهاجرين والأنصار فقط، الذين بايعوا تحت الشجرة يوم الحديبية، ولولا أن بعض الناس يورد هذه الآية في الثناء على الطلقاء لما أوردتها هنا؛ لأن دلالتها على المناسبة (يوم الحديبية) دلالة واضحة لمن تدبر وتأمل.
أقول: وهذه فائدة للباحث ألا يسلم بما يقوله أصحاب العواطف حتى يبحث المسألة بنفسه ما أمكن فالآيات -مثلا- لا يقبل ما يقوله هؤلاء من استدلالهم بهذه الآية أو تلك تدل على فضل الصحابة جميعا إلا إذا عرف وقت نزولها وسيجد أنها خاصة بالمهاجرين أو الأنصار أو كلاهما ولن يجد آية واحدة في فضل الطلقاء ولا من بعدهم إلا بشرط الإحسان وهاذ عام في كل الناس ممن جاء بعد المهاجرين والأنصار من العام السادس الهجري إلى يومنا هذا.
أنا أعلم أن سبب تعميم فضل المهاجرين والأنصار على من سواهم كان ردة فعل لطعن غلاة الشيعة والخوارج في الصحابة لكن الطعن السيئ والجرح الباطل لا يبرر ردة الفعل الباطلة أيضا فالباطل يرد بالحق لا بالباطل.
النص العاشر.. من النصوص القرآنية:
صفحة ٣٧