2. إن الذين أسلموا ولم يهاجروا لا يستحقون من المسلمين في عهد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الولاية، التي تعني النصرة والولاء!!، فإذا كان المسلمون قبل فتح مكة -من أيام بدر لنزول الأنفال يوم بدر- إذا كانوا هؤلاء لا يستحقون النصرة ولا الولاء، حتى يهاجروا فكيف بمن حارب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأصحابه ثم انتظر وتربص، حتى قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية)!!
فهؤلاء لم يدركوا فضل من لا يستحق النصرة والولاية، فضلا عن إدراكهم لفضل السابقين من المهاجرين والأنصار.
ومن هنا ندرك أن الصحبة المقصودة بالمدح والثناء هي صحبة السابقين من المهاجرين والأنصار.
3. أن المسلمين الذين لم يهاجروا لا يجوز أن ينصرهم المسلمون على الكفار المعاهدين (الذين معهم ميثاق مع المهاجرين والأنصار)، وهذا الحكم يبين الفرق الواسع بين من هاجر ومن بقي مؤمنا في دياره، فكيف بمن لم يؤمن إلا عند إلغاء الهجرة الشرعية من مكة[26]، وربما يكون أسلم رغبة في الدنيا ورهبة من السيف، حتى وإن حسن إسلامه فيما بعد.
النص السادس.. من النصوص القرآنية:
قوله تعالى: (إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا: كنا مستضعفين في الأرض، قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها، فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا، إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا)[27].
صفحة ٣٤