ولذلك فمن المرجح أن حكومة الطلقاء (دولة بني أمية) لجأت إلى (تعميم الصحبة) على كل من رأى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى يدخل فيهم طلقاء بني أمية كآل أبي سفيان وغيرهم من بني أمية أو غيرهم مثل الحكم والوليد وبسر وأمثالهم!!، وكان لهذا التعميم غرض سياسي لينافسوا خصومهم من المهاجرين والأنصار بأنهم قد صحبوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مثلما صحبه خصومهم[15]!! وساعد على هذا التعميم ردة الفعل السنية على غلو الشيعة والخوارج في ذم بعض من وصف بالصحبة من هؤلاء.
نعود ونقول: كان آخر ما أخبرنا الله عز وجل في موضوع الصحابة أنه تاب على المهاجرين والأنصار ولم يخبرنا أنه تاب على غيرهم إلا الثلاثة الذين خلفوا (وهم مرارة بن الربيع العمري وهلال بن أمية الواقفي وكعب بن مالك الأنصاري) وهم من كبار الصحابة، شهد اثنان منهم بدرا وما بعدها وثالثهم كعب بن مالك شهد أحدا وما بعدها.
إذن فهؤلاء هم أهل المعية الشرعية (الذين مع النبي صلى الله عليه وسلم) وهم المقصودون بقوله تعالى: (محمد رسول الله والذين معه ... الآية) وهم الممدوحون والمثنى عليهم في كل القرآن الكريم لأن سورة التوبة كانت آخر ما نزل من القرآن الكريم والقرآن الكريم يفسر بعضه بعضا، فالثناء المطلق في القرآن الكريم على من كان مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ينبغي أن يخصص بما خصصه القرآن الكريم في آيات أخرى مثل هذه الآيات لا سيما وأنها آخر آية نزلت في الثناء على أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
النص الثاني: من النصوص القرآنية:
وهذا النص أيضا من آخر ما نزل من القرآن الكريم في موضوع الصحابة وهو قول الله عز وجل (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم)[16].
صفحة ٢٤