ولما كان الأمير الموفق فى أول ريعان ربيع العمر وأول قيادته للجيش وغلبته للعدو، فقد صار نظام الدولة سليمان خان القاجارى عابرا فى ركاب الأمير الذى شعاره النصرة بأمر الخاقان الفلك الوقار، وكما سرى الحكم لإبراهيم خان القاجارى أيضا- الذى كان متوقفا فى تبريز بأمر الهمايون- بأن يكون من ملتزمى ركاب الأمير المحظوظ، وخص بوزارة حضرته سلالة السادات والأشراف ميرزا عيسى- الذى كان ملقبا بميرزا الكبير، وكان أسلافة فى أغلب الفترات لهم الاختصاص بوزارة الحكام السالفين، وعين أيضا فى تلك الأثناء إبراهيم خان- وهو ابن عم (الملك) شهريار [ص 50] الحر- ومعه جيش تلك الحدود لتنظيم أمر العراق وفارس وصار متوجها إلى مرج" كندمان" بأمر خديو الآفاق، وحضر أيضا إلى بلاط الفلك المؤسس محمد أغا بن ديوان أفندى من قبل سليمان باشا ولى بغداد بالهدايا اللائقة والأحصنة العربية الأصيلة، فصار موضع الاهتمام الخاقانى، وأذن له بالرجوع، ثم أخذ الموكب الملجم بالنصر وفى احتشام كامل بالتحرك إلى ناحية خراسان، وفى منزل دولاب تشرف ابن جعفر قلى خان بتقبيل الحضرة السنية، وكان قد سرى فرمان بإحضاره، وقدم حسين قلى خان أيضا من دار المؤمنين كاشان إلى البلاط المشبه بالفلك، وتوجه إلى الأرض المقدسة جان محمد خان القاجارى وعباس خان وحسين قلى خان الدولوى مع سبعة آلاف فارس مسلحين بالحراب الحديدية المسكتة للرعد كطليعة الجيش على عادة قيادته، وضربت الخيام المنتهية بالظفر فى منزل" فيروزكوه" لعدة أيام، وفى ذلك المنزل سرى الحكم لحسين قلى خان بأن يستريح فى مصيف ذلك المكان الخالد الأثر، وذلك بسبب العلة الطارئة السوداء التى كانت قد شملت جميع أجزاء أعضائه- فتتحسن علته، وعن طريق جاجرم وإسفراين ضرب حامل خيمة الهمايون خيام الاحتشام فى محل" بام"، وفى هذا المنزل عين صادق خان الشقاقى وحسين خان رئيس فرقة الغلمان مع خمسة آلاف فارس كبهرام بطل الحرب على" تشناران"، ومن مخزن خاطر خاقان العصر صارت هذه اللالئ اللامعة حلق الأذن والفرمان المسموع لهم، بأنه حيثما يتقوى ممش خان الكردى بالإشفاق الملكى عليه، ويبحث طريق البلاط المشبه بالكعبة [؟؟!!]، ويرتجف عند محرمى محفل الأنس، فيصبح مختصا بالافتخار، ويبحث عن درجة الرفعة والتفوق على أمثاله، أما إذا خسفه الخذلان الأبدى فى لبة قميصه، فتغطى عينه كالخفاش عن رؤية شمس السلطنة، ويحاصرون قلعته، ويغلقون عليه طريق الخروج والدخول، ويعرضون كيفية الأحوال على البلاط المشبه بالفلك، وقد فتحت شقة لواء الفلك الطاحن من تلك الأرض باتجاه نيسابور، وفى ساحل نيشابور خرج ابن جعفر خان النيسابورى مع رؤساء المدينة [ص 51] من القلعة، وأسجدوا جبهة الإرادة الممرغة بالطين على تراب وأرض البلاط المشبه بالفلك.
صفحة ٨١