وفى سنة ألف ومأتين وأربع (1204 ه. ق)، أراد إخضاع أذربيچان، وكانت نهاية العام الذى تهيأ فيه لذهن صادق خان الشقاقى العزم على المقابلة مع الخاقان عالى الجناب، فأغار الخاقان المغفور له فى إحدى الليالى على مسافة أربعة وعشرين فرسخا وخرب" سراب" بهجمة واحدة، وأشعل نيران الإغارة والسلب فى تلك المناطق، وأحرق بيوت ذلك المكان، وفر صادق خان الشقاقى وذهب إلى قراباغ، وانضم إلى الركاب فى تبريز مصطفى قلى خان حاكم قراجه داغ [ص 21] وحسين قلى خان الدنبلى حاكم خوى، وأخذ من كل واحد منهما البيت والرحل والرهينة، ونصبهما على حكومة ولايتيهما كما كانا، وبالإضافة إلى ذلك جعل حسين قلى خان الدنبلى حاكما لتبريز، وخاف محمد قلى خان الأفشارى حاكم آرومية، وفر إلى" محال إشنو"، فكلف محمد خان عز الدينلو مع ثلاثة آلاف شخص على آرومية، وحمل ملكه ودولته، ونقلهما إلى معسكر الهمايون، ولحق محمد قلى خان الأفشارى بمعسكر الهمايون بعد اطمئنانه، وفى أثناء ذلك الوضع، وصل خبر ثورة لطف على خان، فتوجه الخاقان المغفور له من أذربيچان إلى العراق، وكيفية هذه الأخبار على سبيل الإجمال: هو أن لطف على خان خرج من شيراز مع عشرين ألفا من الفرسان والمشاة، ووصل حتى قرب" قمشة"، وكان الحضرة العلية زحل المنزلة الخاقانية ولى عهد الخاقان المغفور له، السلطان فتح على شاه متوقفا فى مرج" كندمان" بأمر الخاقان المغفور له، وأراد لطف على خان محاربة الحضرة العلية ولى العهد فى" سميرم"، وفى الليل بدل عبد الرحيم خان الشيرازى وبإشارة أخيه الحاج إبراهيم خان وصواب رأيه- حقوق لطفى على خان بالعقوق والعصيان، وثاروا فى معسكر لطف على خان، وترك لطف على خان معسكره، وفر إلى شيراز مع مأتى شخص، وأغلق الحاج إبراهيم خان الشيرازى أبواب القلعة، ومنعه من دخول شيراز، وهام لطف على خان على وجهه مهموما ومحزونا فى أطراف وبرارى شيراز، وعرض الحاج إبراهيم خان كيفية ما حدث على بلاط الخاقان، وطلب قائدا، فعين على شيراز مصطفى خان الدلويى القاجارى مع ميرزا رضا قلى منشى نوائى وثلاثة آلاف شخصا، وبعد القدوم إلى شيراز، ضبط ميرزا رضا قلى الجواهر الكثيرة للفرسان والمشاة والذخائر والكنوز العديدة، وأرسلها إلى إصفهان، وولى لطف على خان وجهه تجاه ميناء" ريك" «1»، وهناك جهز نفسه، وعاد صوب شيراز، فأطلع الحاج إبراهيم خان مصطفى خان، وأخبره بهذا الوضع، وهجم هو عليه مع سبعمائة فارس، [ص 22]، وضغط لطف على خان فى مقابل قدم الثبات، وأوشك أن يأسر مصطفى خان، وفى النهاية نجا من تلك المعركة بجهد ومحاولة شجاعة، وبعد [وصول] تقرير الحاج إبراهيم خان، كلف جان محمد خان الدولويى مع جمع كثيف من الركاب إلى شيراز، وتقاتل لطف على خان فى ذلك الوقت ومعه جمعه الذى كان يصل إلى الألفين، فى مسجد بردى مع جان محمد خان، وانتصر ووقع بعض من الحكام أسرى فى ذلك المكان.
وفى سنة ألف ومائتين وست (1206 ه. ق) عزم الخاقان المغفور له على إخضاع شيراز من طهران، وفى منزل" إيرج"، أغار لطف على خان ليلا على معسكر الهمايون، ولم ينجز عملا، وفر من الديار سائرا على قدميه وقام الحاج إبراهيم خان الشيرازى مع أعيان فارس وأشرافها بالاستقبال، ودخل الخاقان المغفور له قلعة شيراز، وقام بترحيل أولاد كريم خان وعلى مراد خان ولطف على خان وسائر الأكابر والأمراء الزنديين، وأرسلهم قرب مازندران وإستراباد.
صفحة ٥٠