ولأن مملكة الأفغان كانت فى أرومية، وكانوا يظهرون الجلادة والعناد فى قمة الشرف، فانسحب جيش السلطان من أمامهم، واغتاظ حضرة السلطان من مشاهدة هذا الحال [ص 13]، ودفع الجيش إلى الميدان، وضغط بقدم الجرأة والجلادة فى ميدان الشجاعة، وألحق بالأفغان الهزيمة الفاحشة. وفر آزاد خان ومعه عدد من المقربين تجاه" تفليس". وقام السلطان عظيم الشأن بجمع شتات الأفغان، فرحل ألف أسرة من الأفغان والأوزبك وأرسلهم إلى مازندران عن طريق جيلان، وأسرع هو مع حشد كثيف وجيش فى قوة الجبل من العراق إلى فارس، وحاصر كريم خان الزندى فى شيراز ، وفى تلك الحالة، رفع جمع من الأمراء القاجاريين رأس المخالفة وأظهروا أسلوب الخلاف والنفاق، فتفرق واضطرب معسكر بتلك العظمة، وأدار النواب محمد حسن خان عنانه من شيراز إلى مازندران. وفى سنة ألف ومائة واثنتين وسبعين ذاق طعم الشهادة على يد اثنين أو ثلاثة من الطائفة القاجارية، فأدخل وقوع هذه الواقعة السرور على كريم خان الزندى، وصار حدوث هذه الحادثة سببا لتفوقه وغلبته. [بيت ترجمته]
رفعوا التاج لقوم من مفرق الرأس ... وعقدوا لقوم الجواهر على الجبين
صفحة ٤٢