فكيف تجتمع الأشجار والبشر
ثوروا بأجمعكم في وجه أولهم
فإن ذلك منكم - فاعلموا - ظفر
فلم يصدقوها واعتبروا كلامها حديث خرافة «تأمل!» وما زالوا في غير حذر حتى صبحهم ملك اليمن فأباد الرجال وسبا النساء والذرية وحطم البيوت، ثم أمر بزرقاء اليمامة فاقتلعوا عينيها، وتقول الأقصوصة: إنهم وجدوا في داخلها عروقا سودا، فقالوا لها: من أي شيء ذلك، قالت: كحل أكتحل به، قيل: ما هو؟ قالت: الإثمد، فاتخذوه بعد ذلك كحلا، ثم أمر الملك بها فصلبت على باب المدينة.
وهكذا كان فناء طسم على يد جديس وجديس على يد ذلك الملك اليمني.
ونحن لا نستطيع أن نجزم - حتى ولو صرفنا النظر عما في القصة من المبالغات الخرافية - بصحة وجود طسم وجديس، ولكنا إذا افترضنا وجودهما فإنا قد نستنتج أن هلاكهما كان في أوائل القرن الرابع الميلادي، وأن الحكومة كانت إقطاعية بسبب كثرة تردد أسماء السادة في سياق الأقصوصة، ولأن مثل تلك العادة القذرة، التي أشير إليها آنفا، إنما يغلب وجودها في البلاد الإقطاعية.
وبمناسبة هذه العادة نشير إلى ما ذكره المستشرق جورج سيل، من أن مثل هذه العادة كانت شائعة في بعض مقاطعات إنجلترا واسكتلندا في القرنين العاشر والحادي عشر الميلادي، كما يذكر بعض المؤرخين أنها كانت شائعة في كثير من البلاد الأوربية في عهد الإقطاع، وكانت تعرف باسم «حق السيد».
والآن وقد انتهينا مما أردنا إيراده عن أشهر القبائل البائدة نجمل القول في الفقرة التالية عن القبائل البائدة الأخرى التي ورد ذكرها في كتب العرب.
بقية القبائل البائدة (أ )
قبيلة أميم ويقولون: إنها سكنت بادية أبار وهي تقع إلى الجنوب من اليمامة. (ب)
صفحة غير معروفة