عادته ببغداد، وسمعته أنا يقول : يلزمني في كل سنة في [الحج] نفقة غير ما أفرقه في أبواب البر خمسة ألف دينار.
~~وفيها مات أبو الأغر (1) السلمي فجأة لسبع خلون من ذي الحجة، قال نصف النهار بعد أن تغدى، ثم حرك للصلاة فوجد ميتا.
وأقام الحج للناس الفضل بن عبد الملك [الهاشمي] (2).
سنة أربع وثلثمائة
قال أبو بكر: في هذه السنة في المحرم ورد كتاب صاحب البريد «بكرمان» يذكر أن خالد بن محمد [99ا] الشعراني المعروف بأبي يزيد وكان يكتب لابن عمرويه، وكان علي بن عيسى ولآه خراج كرمان وسجستان - قد خالف على السلطان، وأمر أن يدعى أميرا، وجمع الناس وضمن لهم الأموال على أن ينهضوا معه لمحاربة بدر الحمامي أمير فارس، وضمن لقواد معه مالا عظيما، وعجل لهم شيئا وكان منهم الفتح ويارجوخ ووصيف الدوعابيني (كذا) وصار في عشرة ألف. وكتب [المقتدر] (3) إلى بدر الحمامي بإنفاذ الجيش إليه، فوجه إليه بجيش عليهم قائد من قواده يعرف بلادرك»، فكتب إليه يرغبه في الطاعة، ويتضمن له ما يحب. فكتب إليه: والله ما أخافك لأن الله عز وجل يقول: {لا تخاف دركا ولا تحشى* (4) فما أخافك ولا أخشاك، ومع ذلك ففي طالعي كوكب بيباني لا بد أن يبلغني غاية. فواقعوه، وظفروا به أسيرا، فقيل فيه أشعار منها (5)؟
أأبا يزيد قائل البهتان
لا تخترر بالكوكب البيباني
واعلم بأن القتل غاية جاهل
متمس بالخلع والعصيان [99 ب]
قد كنت بالسلطان عالي رتبة
من ذا الذي أغراك بالسلطان
وورد الكتاب بأسره، وجلس على بن عيسى للتهنئة، ودخل بعض الكتاب فأنشده بيتين متمثلا، فنظر إلي نظرة مجب لأن أقول في هذا شيئا، وأومى إلى تقريظي في الشعر ، فانصرفت وعملت قصيدة وبكرت بها عليه وأنشدته أياها، فما زال يتحرك لها ويومي إلى من حضر
صفحة ١٠٦