543

اللمعة البيضاء

محقق

السيد هاشم الميلاني

الإصدار

الأولى

سنة النشر

21 رمضان 1418

وفي الخبر النهي عنه، وانه يستلزم كون الأشياء حينئذ كبيرة أيضا، مشاركة لله تعالى في الكبر والعظمة الا ان الله تعالى أكثر كبرا، وليس كذلك بل المعنى هنا: ان الله أكبر من أن يوصف، كما ورد في الخبر عن الصادق (عليه السلام) (١).

ولكن قال المحققون: إن أكبر فيه أي في هذا التفسير الوارد في الخبر ليس أفعل تفضيل أيضا، وليست (من) تفضيلية، بل أكبر هنا صفة مشبهة بمعنى الكبير، و (من) بمعنى (عن)، إذ لا معنى لتفضيل الله تعالى على الوصف الحاصل من تأويل (أن) مع الفعل، أي الله كبير متجاوزا عن كل شئ ومتعاليا عنه قدرا، ومثله قولنا:

فلان أجل من أن يقاس، وقولنا: الأخبار في هذا المعنى أكثر من أن تحصى، والإنسان أعم من زيد، والاثنان أكثر من واحد ونحو ذلك، لعدم صحة معنى التفضيل في هذه المقامات كما لا يخفى.

وقوله تعالى: <a class="quran" href="http://qadatona.org/عربي/القرآن- الكريم/71/22" target="_blank" title="نوح: 22">﴿ومكروا مكرا كبارا﴾</a> (٢) الكبار - بالتشديد - أكبر من الكبار - بالتخفيف - وهو أكبر من الأكبر، والأكبر من الكبير، والكبرى مؤنث أكبر، قال تعالى: <a class="quran" href="http://qadatona.org/عربي/القرآن-الكريم/79/20" target="_blank" title="النازعات: 20">﴿فأراه الآية الكبرى﴾</a> (٣) أي العصا أو اليد البيضاء، و <a class="quran" href="http://qadatona.org/عربي/القرآن- الكريم/87/12" target="_blank" title="الأعلى: 12">﴿يصلى النار الكبرى﴾</a> (٤) أي نار جهنم التي هي أكبر من نار الدنيا، وجمعه الكبر - بالضم فالفتح - كما قال تعالى: <a class="quran" href="http://qadatona.org/عربي/القرآن- الكريم/74/35" target="_blank" title="المدثر: 35">﴿إنها لإحدى الكبر﴾</a> (5).

ومن أسمائه تعالى المتكبر، قيل: هو ذو الكبرياء أي العظمة الكاملة، كما في الحديث القدسي: (الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري) (6)، وقيل: المتعالى عن صفات الخلق، وقيل: المتكبر على عتاة خلقه، والتاء فيه للتفرد والتخصص لاتاء التعاطي

صفحة ٥٤٥