وصيغة الأخبار تأتي للطلب = لفال او حرص وحمل وأدب أقول: قد يخرج الأمر والنهي والدعاء عن معانيها الأصلية لنكتة أما الأمر فقد يأتي لمعان كثيرة منها الإباحة نحو كلوا مما رزقكم الله وأما النهي فإنه يأتي لمعان كثيرة أيضا منها قصد الامتثال كقولك لمن عصى أمرك لا تعص أمري أي امتثله وأما النداء فيأتي لمعان أيضا منها الإغراء كقولك لمن تظلم إليك يا مظلوم تريد إغراءه على زيادة التظلم ثم إن صيغة الخبر قد يقصد منها الطلب لنكتة كالتفاؤل نحو وفقنا الله لما فيه رضاه وإظهار الحرص في وقوعه كقولك لمن استبطأك أتيتك والتصديق كقولك لمن لا يحب تكذيبك تأتينا غدا فتحمله على المجئ بلطف لاعتيادك تصديقه إياك والتأديب مع المخاطب بترك صيغة الأمر نحو أمير المؤمنين يقضي حاجتي ثم إن كثيرا من الاعتبارات المذكورة في الأبواب السابقة تجري في الإنشاء كالتقديم والتأخير والقصر فقسها عليها.
قال: الباب السابع:الفصل والوصل
الفصل ترك عطف جملة أتت = من بعد أخرى عكس وصل قد ثبت
أقول: الفصل لغة القطع وفي الإصطلاح ترك عطف جملة على أخرى والوصل لغة لجمع وفي الاصطلاح عطف بعض الجمل على بعض مثال الأول عمرا أهنته زيدا ضربته ومثال الثاني زيد قائم وعمرو جالس وهذا الباب أغمض أبواب المعاني حتى قيل لبعضهم ما البلاغة؟ فقال معرفة الفصل والوصل. قال:
فافصل لدى التوكيد والإبدال = لنكتة ونية السؤال
وعدم التشريك في حكم جرى = أو اختلاف طلبا أو خبرا
صفحة ٧٤