محبة الرسول بين الاتباع والابتداع

عبد الرءوف محمد عثمان ت. غير معلوم
99

محبة الرسول بين الاتباع والابتداع

الناشر

رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد إدارة الطبع والترجمة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٤هـ

مكان النشر

الرياض

تصانيف

ينهى عنها عمر بن الخطاب كما ثبت بالإسناد الصحيح من حديث شعبة عن سليمان التيمي عن المعرور بن سويد، قال: كان عمر بن الخطاب في سفر فصلى الغداة ثم أتى على مكان فجعل الناس يأتونه فيقولون صلى فيه النبي ﷺ فقال عمر: " إنما هلك أهل الكتاب أنهم اتبعوا آثار أنبيائهم فاتخذوها كنائس وبيعا. فمن عرضت له الصلاة فليصل وإلا فليمض " (١) . فلما كان النبي ﷺ لم يقصد تخصيصه بالصلاة فيه بل صلى فيه لأنه موضع نزوله رأى عمر أن مشاركته في صورة الفعل من غير موافقة له في قصده ليس متابعة، بل تخصيص ذلك المكان بالصلاة من بدع أهل الكتاب التي هلكوا بها، ونهى عن التشبه بهم في ذلك، ففاعل ذلك متشبه بالنبي ﷺ في الصورة ومتشبه باليهود والنصارى في القصد الذي هو عمل القلب. وهذا هو الأصل، فإن المتابعة في السنة (٢) أبلغ من المتابعة في صورة الفعل) (٣) . وعلى ذلك يتبين لنا أن اتباع الرسول ﷺ هو الاقتداء به في أقواله وأفعاله على الوجه الذي جاء به من وجوب أو ندب مع توفر القصد والنية في متابعته والتأسي به. ولما كنا في باب الاتباع متعبدين بأفعال النبي ﷺ لأنها مناط الاتباع وكانت أفعاله ﷺ متفاوتة الرتبة وليست على درجة واحدة من الوجوب أو الندب أو الإباحة. فهي تشمل كل هذا، كما أن من أفعاله ما كان عاديا ومنها ما قصد به التشريع إلى غير ذلك مما فصلته كتب الأصول. لما كان الأمر كذلك أجبت أن أشير إشارة سريعة إلى أفعاله

(١) هذا الأثر عزاه ابن تيمية إلى سنن سعيد بن منصور في اقتفاء الصراط المستقيم، ٢ / ٧٤٤، وقد صححه هاهنا في القاعدة الجليلة. (٢) لعل الصواب: النية. (٣) قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة لشيخ الإسلام ابن تيمية، ط١، دار الآفاق الجديدة، بيروت، ١٣٩٩ هـ. ص ١٠٥- ١٠٦.

1 / 106