محبة الرسول بين الاتباع والابتداع
الناشر
رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد إدارة الطبع والترجمة
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٤هـ
مكان النشر
الرياض
تصانيف
من كثير صلاة ولا صوم ولا صدقة، ولكنى أحب الله ورسوله، قال أنت مع من أحببت» (١) .
وفي رواية: «قال: وماذا أعددت لها كما قال: لا شيء إلا أني أحب الله ورسوله ﷺ فقال: أنت مع من أحببت» . قال أنس فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي ﷺ: أنت مع من أحببت. قال أنس: فأنا أحب النبي ﷺ وأبا بكر وعمر وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم، وإن لم أعمل بمثل أعمالهم) (٢) .
وأخرج البخاري بسنده عن عبد الله بن مسعود ﵁ قال «جاء رجل إلى رسول الله ﷺ فقال يا رسول الله كيف تقول في رجل أحب قوما ولم يلحق بهم؟ فقال رسول الله ﷺ: المرء مع من أحب» (٣) .
فهذه الأحاديث تبين أن المرء مع من أحب طالما كان هذا الحب سببه محبة الأعمال الصالحة وأهلها. فالمحبة الصحيحة تقتضي مشاركتهم في أصل عملهم وهو فعل الواجبات وترك المنكرات، وإن لم يبلغ درجتهم في التقرب إلى الله ﷿، وعلى ذلك دل قول السائل: ما أعددت لها من كثير صلاة ولا صوم ولا صدقة ويقصد بذلك ما زاد على الواجبات من النوافل التي تقبل الكثرة والزيادة، أو أن حظه منها قليل جدا بالمقارنة مع فعل النبي ﷺ وأكابر أصحابه ورضي الله عنهم (٤) .
ويؤكد هذا قول أنس ﵁: فأنا أحب النبي ﷺ وأبا بكر وعمر وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم، وإن لم أعمل بمثل أعمالهم.
(١) صحيح البخاري. كتاب الأدب، باب علامة حب الله ﷿، ٨ / ٤٩. (٢) صحيح البخاري. كتاب فضائل الصحابة. باب مناقب عمر بن الخطاب ٥ / ١٤- ١٥. وأخرجه مسلم في البر والصلة. باب المرء مع من أحب، ٤ / ٢٠٣٢. (٣) صحيح البخاري. كتاب الأدب، باب علامة حب الله ﷿، ٨ / ٤٨- ٤٩. ومسلم. كتاب البر والصلة. باب المرء مع من أحب، ٤ / ٢٠٣٢. (٤) ويدل على هذأ إحدى روايات مسلم وفيها: ما أعددت لها من كثير أحمد عليه نفسي) . صحيح مسلم ٤ / ٢٠٣٢.
1 / 96