محبة الرسول بين الاتباع والابتداع
الناشر
رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد إدارة الطبع والترجمة
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٤هـ
مكان النشر
الرياض
تصانيف
على النبي ﷺ زاعمين لها من الفضل والثواب الشيء الكثير، هذه الصلوات لا ترتقي إلى مرتبة الصيغ التي علمها النبي ﷺ لأصحابه وأمته في كيفية الصلاة والسلام عليه. هذا إن سلمت تلك الصلوات من الغلو وضروب البدع. كما يلاحظ أنه لم يرد في شيء من صيغ الصلاة على النبي ﷺ لفظ السيادة (سيدنا) . فدل عدم ورودها على أنها ليست مشروعة أو خلاف الأولى.
وقد سئل الحافظ ابن حجر عن صفة الصلاة على النبي ﷺ في الصلاة أو خارج الصلاة سواء قيل بوجوبها أو ندبيتها، هل يشترط فيها أن يصفه ﷺ بالسيادة. كأن يقول مثلا. اللهم صل على سيدنا محمد أو على سيد الخلق، وعلى سيد ولد آدم؟ أو يقتصر على قوله: اللهم صل على محمد؟ وأيهما أفضل، الإتيان بلفظ السيادة لكونها صفة ثابتة له ﷺ، أو عدم الإتيان بها لعدم ورود ذلك في الآثار؟ .
فأجاب ﵀:
(نعم، اتباع الألفاظ المأثورة أرجح، ولا يقال: لعله ترك ذلك تواضعا منه ﷺ لم يكن يقول عند ذكره ﷺ: ﷺ وأمته مندوبة إلى أن تقول ذلك كلما ذكر. لأنا نقول: لو كان ذلك راجحا لجاء عن الصحابة ثم عن التابعين. ولم نقف في شيء من الآثار عن أحد من الصحابة ولا التابعين لهم قال: ذلك مع كثرة ما ورد عنهم من ذلك) (١) .
وللصلاة على النبي ﷺ مواطن يتأكد وجوبها أو استحبابها فيها: منها: التشهد الأخير في الصلاة، واختلف في وجوبه واستحبابه على قولين (٢) . ومنها عند دخول المساجد والخروج منها، وبين يدي الدعاء.
(١) أوردها بتمامها: الألباني نقلا عن الحافظ محمد بن محمد الغرابيلي تلميد الحافظ ابن حجر. انظر. صفة صلاة النبي ﷺ، تأليف محمد نصر الدين الألباني، ط١١، المكتب الإسلامي ١٤٠٣ هـ، ص ١٥٣- ١٥٥. (٢) انظر: جلاء الأفهام، ص١٩٣- ٢١٦. وصفة صلاة النبي ﷺ، ص ١٦٢.
1 / 80