محبة الرسول بين الاتباع والابتداع
الناشر
رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد إدارة الطبع والترجمة
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٤هـ
مكان النشر
الرياض
تصانيف
ومن تعظيمه ﷺ الثناء عليه بما هو أهله مما أثنى به على نفسه، أو أثنى به عليه ربه ﷾ من غير غلو ولا تقصير، ومن أعظم الثناء عليه: الصلاة والسلام عليه في مواطنها، وعند ورود ذكره الشريف على المسامع واللسان وعند الخط بالبنان.
ويتضمن معنى الصلاة عليه: ثناء الله عليه والإشارة برفع ذكره، والطلب من الله أن يعلى ذكره، ويزيده تعظيما وتشريفا، والمراد بالطلب هنا هو طلب الزكاة- زيادة الثناء والتشريف- لا طلب أصل الصلاة. أما السلام فيتضمن سلامته أي من كل آفة وعيب (١) .
أورد البخاري تعليقا عن أبي العالية قال: " صلاة الله: ثناؤه عليه عند الملائكة، وصلاة الملائكة الدعاء ".
قال ابن عباس:
يصلون: يبركون (٢) .
وقد أخبر الله أنه وملائكته يصلون على النبي وأمر المؤمنين بالصلاة والسلام عليه فقال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: ٥٦] (٣) .
قال ابن كثير في تفسير هذه الآية:
والمقصود من هذه الآية: أن الله ﷾ أخبر عباده بمنزلة عبده ونبيه عنده في الملأ الأعلى بأنه يثني عليه عند الملائكة المقربين، وأن الملائكة تصلي
(١) انظر. جلاء الأفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام. لابن القيم ص٨٤، وما بعدها، وفتح الباري ١١ / ١٥٢ - ١٥٣، ١٦٩. (٢) صحيح البخاري، كتاب التفسير. باب " إن الله وملائكته يصلون على النبي " ٦ / ١٥١. (٣) سورة الأحزاب، آية (٥٦) .
1 / 77