محبة الرسول بين الاتباع والابتداع
الناشر
رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد إدارة الطبع والترجمة
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٤هـ
مكان النشر
الرياض
تصانيف
وإنما يجد حلاوة الإيمان من كان هواه وقلبه في تلك المحبة مناصرا لعقله ومسايرا له جنبا إلى جنب (١) .
وإذا كان هناك من فسر حب الله ورسوله بأنه حب عقلي، فهناك من يظن أن محبة الرسول ﷺ تعني طاعته، وهذا فهم خاطئ إذ أن محبته هي أساس طاعته، والطاعة شرط للمحبة وثمرتها.
فالطاعة أمر زائد على المحبة ومترتب عليها.
كما أن هذا الحب أمر زائد على الإعجاب بشخصية الرسول ﷺ وسمو أخلاقه وعظمة تعاليمه.
إذ نرى كثيرا ممن لا ينتسبون إلى الإسلام ولا يؤمنون برسول الله ﷺ يبدون إعجابهم وتقديرهم لرسول الله ﷺ ويفيضون في بيان جوانب عظمته، ومع ذلك لا يمكن أن نسمي هذا الإعجاب حبا شرعيا حتى يكون هناك إيمان بدين الإسلام.
ولقد كان أبو طالب عم الرسول ﷺ يحبه ويحوطه ويصد عنه أذى قريش بما استطاع. ومع هذا فلم يثمر ذلك حبا وإيمانا منه بدين الإسلام لأن حبه لرسول الله ﷺ كان حب قرابة وحمية جاهلية.
نخلص من هذا إلى أن المحبة الحقيقية لرسول الله ﷺ هي المحبة الشرعية الإرادية الاختيارية، وهي عمل قلبي من أجل أعمال القلوب، ورابطة من أوثق روابط النفوس تربط المسلم برسول الله ﷺ وتجعل قلبه وهمه وفكره وإرادته متوجهة لتحصيل ما يحبه الله ورسوله من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة.
(و) الصلة بين محبة الله ومحبة رسوله ﷺ:
الصلة بين المحبتين هي صلة الفرع بالأصل والتابع بالمتبوع فمحبتنا لرسول
_________
(١) انظر. المختار من كنوز السنة. محمد عبد الله دراز. راجعه وأشرف على طبعه الشيخ عبد الله بن إبراهيم الأنصاري، ط٤، قطر ص٤٤٠.
1 / 40