لمسات بيانية في نصوص من التنزيل - كتاب
الناشر
دار عمار للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الثالثة
سنة النشر
١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٣ م
مكان النشر
عمان - الأردن
تصانيف
ومنها: أن العبادة حقُّ الله وقسمه والاستعانةُ قسمُ العبد، وحقُّ الله أولى بالتقديم.
ومنها: أنَّ العبادة أكثرُ مناسبةً للجزاء أعني قوله: ﴿مالك يَوْمِ الدين﴾ والاستعانة أنسب لطلب الهداية، فوضعَ كلَّ تعبير مع ما يناسبه.
جاء في (روح المعاني): "إنها - أي العبادة - أشد مناسبة بذكر الجزاء، والاستعانة أقوى التئامًا بطلب الهداية".
ومنها: أن " ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾ متعلقٌ بألوهيته واسمه (الله) . و﴿وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ متعلق بربويته واسمه الرب، فقدم ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾ على ﴿وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ كما تقدم اسم الله على الرب في أول السورة".
ومنها: أن ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾ هو قسم الله "فكان مع الشطر الذي هو ثناء على الله تعالى لكونه أولى به. و﴿وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ قسم العبد فكان مع الشطر الذي له وهو ﴿اهدنا الصراط المستقيم﴾ إلى آخر السورة".
وهذا التعبير هو نظير قوله تعالى: ﴿فاعبده وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ﴾ [هود: ١٢٣] . فقدم العبادة على التوكل.
هذا علاوة على أن في تأخير فعل الاستعانة توافقًا مع خواتيم الآي في السورة. فاقتضى تقديم العبادة من كل وجه.
فإن قلت: كان قياس الكلام أن يقول: (إياه نعبد وإياه نستعين) فَلِمَ قال: (إياك نعبد ...) بالخطاب؟
1 / 46