نور التوحيد وظلمات الشرك في ضوء الكتاب والسنة
الناشر
مطبعة سفير
مكان النشر
الرياض
تصانيف
تعالى: ﴿فَلاَ تَجْعَلُواْ لله أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ (١)، قال: الأنداد هو الشرك أخفى من دبيب النمل على صفاةٍ سوداء في ظلمة الليل، وهو أن يقول: والله وحياتِك يا فلان، وحياتي، ويقول: لولا كلبة هذا لأتانا اللصوص البارحة، ولولا البط في الدار لأتى اللصوص، وقول الرجل لصاحبه: ما شاء الله وشئت، وقول الرجل: لولا الله وفلان (٢).
وقول النبي ﷺ: «من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك» (٣)، قال الترمذي: فُسِّرَ عند بعض أهل العلم أن قوله: فقد كفر أو أشرك على التغليظ، والحجة في ذلك حديث ابن عمر أن النبي ﷺ: سمع عمر يقول: وأبي وأبي، فقال ﷺ: «ألا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم» (٤). وحديث أبي هريرة ﵁ عن النبي ﷺ أنه قال: «من قال في حلفه: باللات والعزى فليقل: لا إله إلا الله» (٥).
* ولعل الشرك الخفي يدخل في الشرك الأصغر، فيكون الشرك شركين: شرك أكبر، وشرك أصغر، وهذا الذي أشار إليه ابن القيم ﵀ (٦).
_________
(١» سورة البقرة، الآية: ٢٢.
(٢» ذكره ابن كثير في تفسيره، ١/ ٥٦، وعزاه إلى ابن أبي حاتم.
(٣» رواه الترمذي عن ابن عمر،٤/ ١١٠، وتقدم تخريجه.
(٤» رواه الترمذي عن ابن عمر ﵄، في كتاب النذور والأيمان، باب: ما جاء في كراهية الحلف بغير الله، ٤/ ١١٠، وانظر: صحيح الترمذي، ٢/ ٩٢.
(٥» رواه الترمذي عن أبي هريرة في الكتاب والباب المشار إليهما آنفًا، ٤/ ١١٠، وانظر: صحيح الترمذي، ٢/ ٩٢.
(٦» انظر: الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي، ص٢٣٣.
1 / 46