نور التوحيد وظلمات الشرك في ضوء الكتاب والسنة
الناشر
مطبعة سفير
مكان النشر
الرياض
تصانيف
الحاجات، وتفريج الكربات، وغير ذلك من أنواع العبادة التي لا تصرف إلا لله ﷿ (١).
النوع الثاني: شرك أصغر لا يُخرج من الملة، وهو: كل وسيلة وذريعة توصل إلى الشرك الأكبر: من الإرادات، والأقوال، والأفعال، التي لم تبلغ رتبة العبادة. وهو أيضًا: كل ما ورد في الشرع تسميته شركًا، ولم يصل إلى حدّ الشرك الأكبر.
ومنه يسير الرياء، قال تعالى: ﴿فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾ (٢).
ومنه الحلف بغير الله؛ لقوله ﷺ: «من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك» (٣).
ومنه قول الرجل: لولا الله وأنت، أو ما شاء الله وشئت.
ومن أنواع الشرك: شرك خفي: «الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النملة السوداء على صفاةٍ سوداء في ظلمة الليل» (٤)، وكفارته هي أن يقول العبد: «اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئًا وأنا أعلم، وأستغفرك من الذنب الذي لا أعلم» (٥)، قال ابن عباس ﵄ في قوله
_________
(١» انظر: كتاب التوحيد للعلامة الفوزان، ص١١.
(٢» سورة الكهف، الآية: ١١٠.
(٣» رواه الترمذي وحسنه عن ابن عمر ﵄، في كتاب النذور والأيمان، باب: ما جاء في كراهية الحلف بغير الله، ٤/ ١١٠، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي، ٢/ ٩٩.
(٤» أخرجه الحكيم الترمذي، انظر: صحيح الجامع، ٣/ ٢٣٣،وتخريج الطحاوية للأرنؤوط، ص٨٣.
(٥» أخرجه الحكيم الترمذي، وانظر: صحيح الجامع، ٣/ ٢٣٣، ومجموعة التوحيد لمحمد بن عبد الوهاب، وابن تيمية، ص٦.
1 / 45