حياة السلف بين القول والعمل

أحمد بن ناصر الطيار ت. غير معلوم
145

حياة السلف بين القول والعمل

الناشر

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٣ هـ

مكان النشر

الدمام - المملكة العربية السعودية

تصانيف

* وقدم وفد على عمر بن عبد العزيز ﵀ من العراق، فنظر إلى شاب منهم يتحَوّز يريد الكلام، فقال عمر: كبِّروا. فقال الفتى: يا أمير المؤمنين إن الأمر ليس بالسن، ولو كان كذلك كان في المسلمين من هو أسنّ منك. قال: صدقتَ فتكلّم. [عيون الأخبار ١/ ٢٦٤]. * وعن مطرف ﵀ قال: كنا نأتي زيد بن صوحان وكان يقول: يا عباد الله أكرموا وأجملوا، فإنما وسيلة العباد إلى الله بخصلتين: الخوف والطمع؛ فأتيته ذات يوم وقد كتبوا كتابًا فنسقوا كلامًا من هذا النحو: إن الله ربنا ومحمد نبينا والقران إمامنا ومن كان معنا كنا وكنا له، ومن خالفنا كانت يدنا عليه وكنا وكنا، قال: فجعل يعرض الكتاب عليهم رجلًا رجلًا، فيقولون: أقررت يا فلان حتى انتهوا إليّ. فقالوا: أقررت يا غلام؟ قلت: لا قال: لا تعجلوا على الغلام، ما تقول يا غلام؟ قال: قلت: إن الله قد أخذ علي عهدًا في كتابه فلن أحدث عهدًا سوى العهد الذي أخذه الله ﷿ عليّ! قال: فرجع القوم من عند آخرهم ما أقر به أحد منهم. قال: قلت لمطرف كم كنتم؟ قال: زهاء ثلاثين رجلًا. [الحلية (تهذيبه) ١/ ٣٦٢]. * وعن مسلم بن خالد قال للشافعي: ﵀ أفت يا أبا عبد الله، فقد والله آن لك أن تفتي. وهو ابن خمس عشرة سنة. [الحلية (تهذيبه) ٣/ ١٢٠]. * وقال أبو محمد اليزيدي: كنت أؤدب المأمون ﵀، فأتيته يومًا وهو داخل، فوجهت إليه بعض خدمه يعلمه بمكاني، فأبطأ عليَّ، ثم وجهت آخر فأبطأ عليّ، فقلت لسعيد: إن هذا الفتى ربما تشاغل بالبطالة وتأخر. فقال: أجل، ومع هذا إذا فارقك عزم على خدمه، ولقوا منه أذى شديدًا، فقَوِّمْهُ بالأدب، فلما خرج أمرت بحمله فضربته سبع درر. قال: فإنه ليدلك عينه من البكاء إذ قيل: هذا جعفر بن يحيى قد أقبل، فأخذ منديلًا، فمسح عينيه، وجمع ثيابه، وقام إلى فراشه، فقعد عليه متربعًا وقال: ليدخل. فدخل، فقمت إلى المجلس، وخفت أن يشكوني إليه، فألقى منه ما أكره، فأقبل عليه بوجهه وحدثه حتى أضحكه، وضحك إليه، فلما همَّ بالحركة دعى بدابته، وأمر

1 / 148