حياة السلف بين القول والعمل

أحمد بن ناصر الطيار ت. غير معلوم
109

حياة السلف بين القول والعمل

الناشر

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٣ هـ

مكان النشر

الدمام - المملكة العربية السعودية

تصانيف

ظننت أني لا أحسن كتاب الله؟ فكتب إليه الأعمش: أفظننت أني أبيع الحديث؟ ولم يكتب له وحبس المال لنفسه. [الحلية (تهذيبه) ٢/ ١٣٨]. * وعن أحمد بن أبي الحواري، حدثني بعض أصحابنا. قال: جاء عبد الله بن أبي العباس الطرسوسي - وكان واليًا بمرو - إلى منزل عبد الله بن المبارك ﵀ بالليل، ومعه كاتبه والدواة والقرطاس معه، قال: فسأله عن حديث، فأبى أن يحدثه، ثم سأله عن حديث، فأبى أن يحدثه - ثلاث مرار - فقال لكاتبه: اطو قرطاسك، ما أرى أبا عبد الرحمن يرانا أهلًا أن يحدثنا، فلما قام يركب مشى معه ابن المبارك إلى باب الدار فقال له: يا أبا عبد الرحمن لم لم ترنا أهلًا أن تحدثنا، وتمشي معنا؟ فقال: إني أحببت أن أذل لك بدني ولا أذل لك حديث رسول الله ﷺ. قال أحمد: فحدثت به محمد بن أبي شيبة ابن أخت ابن المبارك فقال: ما حفظ الذي حدثك، لم يمش معه، إنما قام ذلك ليركب وقام خالي إلى قاعة الدار يبول. [الحلية (تهذيبه) ٣/ ٣٩]. * وقيل للإمام مالك ﵀: إنك تدخلُ على السلطان، وهم يظلمون، ويجورون، فقال: يرحمك الله، فأين المكلِّم بالحق. [السير (تهذيبه) ٢/ ٧٣٦]. * وعن علي بن الجعد أنه قال: لما أحضر المأمون أصحاب الجوهر، فناظرهم على متاع كان معهم، ثم نهض المأمون لبعض حاجته، ثم خرج فقام له كل مَنْ كان في المجلس إلا ابن الجعد ﵀، فإنه لم يقم، فنظر إليه المأمون كهيئة المغضب، ثم استخلاه، فقال له: يا شيخ، ما منعك أن تقوم لي كما قام أصحابك؟ قال: أجللت أمير المؤمنين للحديث الذي نأثره عن النبي ﷺ، قال: وما هو؟ قال علي بن الجعد: سمعت المبارك بن فضالة يقول: سمعت الحسن يقول: قال النبي ﷺ: "مَنْ أحب أن يتمثل له الرجال قيامًا فليتبوأ مقعده من النار". قال: فأطرق المأمون مفكرًا في الحديث، ثم رفع رأسه، فقال: لا يُشترى إلا من هذا الشيخ. قال: فاشترى منه ذلك اليوم بقيمة ثلاثين ألف دينار. [المنتظم ١١/ ١٦٠، ١٦١].

1 / 112