اتباع النبي ﷺ شرط لدخول الجنة
وقد بين النبي ﷺ أن الفوز بالجنة والسعادة الأبدية لا تكون إلا لمن أطاع النبي ﷺ، فقال كما جاء عنه في الصحيحين -بأبي هو وأمي-: (كل أمتي يدخل الجنة إلا من أبى).
فاندهش الصحابة هل هناك أحد يأبى أن يدخل الجنة؟ (فقالوا: يا رسول الله ومن يأبى؟ فقال النبي ﷺ: من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى).
وقال النبي ﷺ أيضًا كما في قصة الثلاثة النفر وهي لا تخفى، عندما قال الأول: (أقوم ولا أنام، وقال الثاني: أصوم ولا أفطر، وقال الثالث: لا أتزوج النساء)، فكأنهم تقالوا عبادة النبي ﷺ، فيبين النبي ﷺ مصححًا مقال الصحابة الكرام أن الأعمال ليست بالاجتهاد، ولا بالقيام ولا بالصيام، ولكنها بالاتباع، فقال النبي ﷺ معلنًا لهذه الأمة أن رأس قبولها عند الله جل في علاه في اتباعه، فقال: (أما أنا فأقوم وأنام، وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني).
وقد قال النبي ﷺ مصورًا لنا ما يحدث على عرصات يوم القيامة واختلاج أقوام من بين يديه عند الحوض، فيقول: (ربي! أصحابي أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول: سحقًا سحقًا لمن بدل بعدي)، أي: بعدًا بعدًا لمن بدل بعدي؛ فإن ميزان القبول هو طاعة النبي ﷺ، وتمام التوحيد وأساسه لا يكون إلا من خلال اتباع النبي ﷺ.
13 / 8