(وإني أوصي، وآخذ على كل من نقل كتاب التحف، وهذا المؤلف إن شاء الله أن يتحرى في التصحيح والمقابلة، فقد أبلغت الوسع في طلب الصحة، ولم أرسم شيئا بحمد الله إلا على دقة وتحقيق ووقوف على الأصول المأمونة المصونة....).
إن هذه الوصية بحد ذاتها تفند مزاعم أولئك الأقزام المشككين في التراث الإسلامي، ومصادر المعرفة على أساس من الإشكالات المزعومة في العربية من حيث اللغة، أو الخط، أو الضبط، التي قد تمنى بها هذه اللغة.
فإنما ينفذ مثل ذلك في سوق الجهلة البعداء عن هذه اللغة، وعن دينها، وعن تراثها، وعن مجالس العلم، ومصاحبة العلماء المحققين، أما العاملون بمثل هذه الوصية فهم في مأمن من كل ذلك.
محتوى الكتاب:
إن السيد المؤلف دام مجده لكونه من كبار العلماء وأعيانهم، وممن تربى في حجور العلم، وأحضان المعرفة، ولأنه من السادة الأشراف من العترة النبوية الطاهرة، قد يسر الله له الارتباط الوثيق بمصادر المعرفة الإسلامية، بطريق أعلام الفكر من آبائه الكرام، وغيرهم من العلماء العظام، وبما مد الله له من العمر الطاهر في العقود التسعة الماضية، فهو أوثق عروة تربط عصرنا بأوائل القرن السابق، وإلى أعلى قمم المراتب الشامخة التي تصبو إليها نفوس /7 الطلاب للعلم.
صفحة ٧