كتاب لوامع الأنوار
في جوامع العلوم والآثار وتراجم أولي العلم والأنظار
لمؤلفه مولانا الإمام الحجة / مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي أيده الله تعالىكتاب لوامع الأنوار ¶ في جوامع العلوم والآثار وتراجم أولي العلم والأنظار ¶ لمؤلفه مولانا الإمام الحجة / مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي أيده الله تعالى
لوامع الأنوار الجزء الأول
كلمة المركز
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين، وبعد:
يسر مركز أهل البيت(ع) للدراسات الإسلامية بصعدة أن يقدم للأمة الإسلامية كتاب لوامع الأنوار في جوامع العلوم والآثار وتراجم أولي العلم والأنظار، لمؤلفه مولانا الإمام الحجة / مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي أيده الله تعالى، ويكفي في علو منزلة هذا الكتاب ومكانته، أنه هو - أيده الله تعالى - مؤلفه، فهو لسان أهل البيت(ع)، وقرين الكتاب والسنة في الأنام، وإليه انتهت رئاسة أهل البيت(ع)، وفي شخصه تجلت عظمتهم في هذا الزمان.
وهذا الكتاب خلاصة فكره، وعصارة جهده، ورسالته لأمة جده، صلى الله عليه وآله وسلم.
ولا داعي للإسهاب في توضيح مقام المؤلف أيده الله تعالى، ومكانة هذا الكتاب، فهو يعبر عن نفسه، من خلال ما صدع به.
وصفات ضوء الشمس تذهب باطلا
فعليك أخي المؤمن بالنفائس والدرر، وكن عاملا بما جمع مؤلفه فيه ونثر، واطرح الهوى والتعصب تدرك حلاوة الإيمان.
وإنما نقدم لك أخي المؤمن هذا الكتاب وفاء منا بالعهد الذي قطعناه على أنفسنا بالمشاركة في إخراج كنوز أهل البيت(ع) من مخابئها، عرفانا منا بتضحياتهم وجهادهم، وتمسكا بوصية جدهم، صلى الله عليه وآله وسلم، والتزاما بفكرهم ونهجهم، الذي هو منهج السنة والقرآن، وما أراد من عباده الرحمان، فهم ورثة الأنبياء، وحجج الله الأمناء.
صفحة ١
وقد صدر عن مركز أهل البيت(ع) للدراسات الإسلامية بصعدة حتى الآن:
م * الكتاب * المؤلف * المحقق
1 * المنير * أحمد بن موسى الطبري * علي سراج الدين عدلان
2 * نهاية التنويه في إزهاق التمويه * السيد الإمام/ الهادي بن إبراهيم الوزير * أحمد درهم حورية -إبراهيم بن مجدالدين بن محمد المؤيدي
3 * تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيين * الحاكم الجشمي/ المحسن بن محمد بن كرامة * ابراهيم يحيى الدرسي الحمزي
4 * عيون المختار من فنون الأشعار والآثار * الإمام/ مجدالدين بن محمد المؤيدي * -
5 * أخبار فخ وخبر يحيى بن عبدالله(ع) وأخيه إدريس بن عبدالله(ع) * أحمد بن سهل الرازي * عبدالرقيب مطهر حجر
6 * الوافد على العالم * الإمام/ القاسم بن إبراهيم الرسي(ع) * حمود بن عبدالله الأهنومي
7 * الهجرة والوصية * الإمام/ محمد بن القاسم بن إبراهيم الرسي(ع) * عبدالله ناصر أحمد عامر
8 * المختصر المفيد فيما لا يجوز الإخلال به لكل مكلف من العبيد * القاضي العلامة/ أحمد بن إسماعيل العلفي * -
9 * خمسون خطبة للجمع والأعياد * - * عبدالله حسن الغالبي - علي محمد فارع الحمزي
10 * رسالة الثبات فيما على البنين والبنات * الإمام الحجة/ عبدالله بن حمزة (ع) * -
11 * الرسالة الصادعة بالدليل في الرد على صاحب التبديع والتضليل * الإمام/ مجدالدين بن محمد المؤيدي * -
12 * إيضاح الدلالة في تحقيق أحكام العدالة * الإمام/ مجدالدين بن محمد المؤيدي * -
13 * الحجج المنيرة على الأصول الخطيرة * الإمام/ مجدالدين بن محمد المؤيدي * -
14 * النور الساطع - أدعية مأثورة لأيام الأسبوع * الإمام الهادي/ الحسن بن يحيى القاسمي * -وقد صدر عن مركز أهل البيت(ع) للدراسات الإسلامية بصعدة حتى الآن: ¶ م * الكتاب * المؤلف * المحقق ¶ 1 * المنير * أحمد بن موسى الطبري * علي سراج الدين عدلان ¶ 2 * نهاية التنويه في إزهاق التمويه * السيد الإمام/ الهادي بن إبراهيم الوزير * أحمد درهم حورية -إبراهيم بن مجدالدين بن محمد المؤيدي ¶ 3 * تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيين * الحاكم الجشمي/ المحسن بن محمد بن كرامة * ابراهيم يحيى الدرسي الحمزي ¶ 4 * عيون المختار من فنون الأشعار والآثار * الإمام/ مجدالدين بن محمد المؤيدي * - ¶ 5 * أخبار فخ وخبر يحيى بن عبدالله(ع) وأخيه إدريس بن عبدالله(ع) * أحمد بن سهل الرازي * عبدالرقيب مطهر حجر ¶ 6 * الوافد على العالم * الإمام/ القاسم بن إبراهيم الرسي(ع) * حمود بن عبدالله الأهنومي ¶ 7 * الهجرة والوصية * الإمام/ محمد بن القاسم بن إبراهيم الرسي(ع) * عبدالله ناصر أحمد عامر ¶ 8 * المختصر المفيد فيما لا يجوز الإخلال به لكل مكلف من العبيد * القاضي العلامة/ أحمد بن إسماعيل العلفي * - ¶ 9 * خمسون خطبة للجمع والأعياد * - * عبدالله حسن الغالبي - علي محمد فارع الحمزي ¶ 10 * رسالة الثبات فيما على البنين والبنات * الإمام الحجة/ عبدالله بن حمزة (ع) * - ¶ 11 * الرسالة الصادعة بالدليل في الرد على صاحب التبديع والتضليل * الإمام/ مجدالدين بن محمد المؤيدي * - ¶ 12 * إيضاح الدلالة في تحقيق أحكام العدالة * الإمام/ مجدالدين بن محمد المؤيدي * - ¶ 13 * الحجج المنيرة على الأصول الخطيرة * الإمام/ مجدالدين بن محمد المؤيدي * - ¶ 14 * النور الساطع - أدعية مأثورة لأيام الأسبوع * الإمام الهادي/ الحسن بن يحيى القاسمي * -
1- مجموع رسائل الإمام الهادي (ع)، تأليف الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين(ع)، تحقيق عبدالله بن محمد الشاذلي، صدر عن مؤسسة الإمام زيد بن علي(ع) الثقافية.
2- العقد الثمين في تبيين أحكام الأئمة الهادين، تحقيق عبدالسلام عباس الوجيه، تأليف الإمام الحجة عبدالله بن حمزة(ع)، صدر عن مؤسسة الإمام زيد بن علي(ع) الثقافية.
3- الموعظة الحسنة، تأليف الإمام المهدي محمد بن القاسم الحوثي(ع)، صدر عن مؤسسة الإمام زيد بن علي(ع) الثقافية.
4-المصابيح وتتمته، تأليف السيد الإمام أبو العباس الحسني(ع)، والتتمة لعلي بن بلال رضي الله عنه، يصدر قريبا جدا إن شاء الله تعالى عن مؤسسة الإمام زيد بن علي(ع) الثقافية.
5- البدور المضيئة جوابات الأسئلة الضحيانية، تأليف الإمام المهدي محمد بن القاسم الحوثي(ع)، صدر عن مكتبة التراث الإسلامي.
كما شارك مركز أهل البيت(ع) للدراسات الإسلامية بصعدة مشاركة فعلية في إخراج: ¶ 1- مجموع رسائل الإمام الهادي (ع)، تأليف الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين(ع)، تحقيق عبدالله بن محمد الشاذلي، صدر عن مؤسسة الإمام زيد بن علي(ع) الثقافية. ¶ 2- العقد الثمين في تبيين أحكام الأئمة الهادين، تحقيق عبدالسلام عباس الوجيه، تأليف الإمام الحجة عبدالله بن حمزة(ع)، صدر عن مؤسسة الإمام زيد بن علي(ع) الثقافية. ¶ 3- الموعظة الحسنة، تأليف الإمام المهدي محمد بن القاسم الحوثي(ع)، صدر عن مؤسسة الإمام زيد بن علي(ع) الثقافية. ¶ 4-المصابيح وتتمته، تأليف السيد الإمام أبو العباس الحسني(ع )، والتتمة لعلي بن بلال رضي الله عنه، يصدر قريبا جدا إن شاء الله تعالى عن مؤسسة الإمام زيد بن علي(ع) الثقافية. ¶ 5- البدور المضيئة جوابات الأسئلة الضحيانية، تأليف الإمام المهدي محمد بن القاسم الحوثي(ع)، صدر عن مكتبة التراث الإسلامي. ¶
م * الكتاب * المؤلف * المحقق
1 * لوامع الأنوار * (ثلاثة مجلدات) * الإمام/ مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي * محمد علي عيسى
2 * مجموع كتب ورسائل الإمام الأعظم زيد بن علي(ع) * الإمام الأعظم/زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب(ع) * إبراهيم يحيى الدرسي الحمزي
3 * الإفادة في تاريخ الأئمة السادة * الإمام أبوطالب يحي بن الحسين الهاروني(ع) * إبراهيم بن مجدالدين المؤيدي - هادي بن حسن بن هادي الحمزي
4 * الجامعة المهمة لأسانيد كتب الأئمة * الإمام/ مجدالدين بن محمد المؤيدي * -
5 * سبيل الرشاد إلى معرفة رب العباد * السيد العلامة/ محمد بن الحسن بن الإمام القاسم بن محمد(ع) * إسماعيل بن مجدالدين المؤيدي
6 * الجواب الكاشف للإلتباس عن مسائل الإفريقي إلياس ويليه/الجواب الراقي على مسائل العراقي * السيد العلامة/ الحسين ين يحيى الحوثي، حفظه الله تعالى * -
7 * كتاب أصول الدين * الإمام الهادي إلى الحق/ يحيى بن الحسين(ع) * -
وهناك الكثير الطيب في طريقه للخروج إلى النور إن شاء الله تعالى.وفي هذه الأيام صدر عن مركز أهل البيت(ع) للدراسات الإسلامية بصعدة: ¶ م * الكتاب * المؤلف * المحقق ¶ 1 * لوامع الأنوار * (ثلاثة مجلدات) * الإمام/ مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي * محمد علي عيسى ¶ 2 * مجموع كتب ورسائل الإمام الأعظم زيد بن علي(ع) * الإمام الأعظم/زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب(ع) * إبراهيم يحيى الدرسي الحمزي ¶ 3 * الإفادة في تاريخ الأئمة السادة * الإمام أبوطالب يحي بن الحسين الهاروني(ع) * إبراهيم بن مجدالدين المؤيدي - هادي بن حسن بن هادي الحمزي ¶ 4 * الجامعة المهمة لأسانيد كتب الأئمة * الإمام/ مجدالدين بن محمد المؤيدي * - ¶ 5 * سبيل الرشاد إلى معرفة رب العباد * السيد العلامة/ محمد بن الحسن بن الإمام القاسم بن محمد(ع) * إسماعيل بن مجدالدين المؤيدي ¶ 6 * الجواب الكاشف للإلتباس عن مسائل الإفريقي إلياس ويليه/الجواب الراقي على مسائل العراقي * السيد العلامة/ الحسين ين يحيى الحوثي، حفظه الله تعالى * - ¶ 7 * كتاب أصول الدين * الإمام الهادي إلى الحق/ يحيى بن الحسين(ع) * - ¶ وهناك الكثير الطيب في طريقه للخروج إلى النور إن شاء الله تعالى.
لدورها البارز في تأسيس مركز أهل البيت(ع) للدراسات الإسلامية بصعدة، ونحمد الله تعالى أن كنا جميعا ثمره من ثمار إمام أهل البيت الكرام(ع) في هذا العصر، مولانا الإمام الحجة/ مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي أيده الله تعالى، متشرفين بالعمل تحت رايته، وما نحن إلا حسنة من حسناته، والتفاته من جنابه، بارك الله في أيامه، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
كما أتوجه بالشكر الجزيل لكل من شارك في إخراج هذه الكنوز إلى النور، وأخص بالذكر الإخوان الكرام الذين كان لهم الدور البارز في جميع إصدارات مركز أهل البيت(ع) للدراسات الإسلامية بصعدة، وهم/
علي بن مجدالدين بن محمد المؤيدي.
هادي بن حسن بن هادي الحمزي.
إسماعيل بن مجدالدين بن محمد المؤيدي.
صالح علي علي أبو زيد.
وأخيرا أتوجه إلى الله العلي القدير، بالدعاء الخالص لمولانا شيخ الإسلام وإمام أهل البيت الكرام، مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي أيده الله تعالى، على رعايته الكريمة للمركز، فمن حرصه الشديد على بعث كنوز أهل البيت(ع) ومفاخرهم؛ كان هذا المركز، نسأل سبحانه وتعالى بحق محمد وآله، أن يكتب له ذلك في ميزان حسناته، وأن يجزيه عن أمة جده خير الجزاء، وأن يمد في عمره المبارك.
والحمد لله أولا وآخرا، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين.
مدير المركز/
ابراهيم بن مجدالدين بن محمد المؤيدي
اليمن - صعدة، ت(511816)، ص ب (91064)
صفحة ٢
مقدمة المحقق
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين، الحمدلله وسلام على عباده الذين اصطفى، الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، الحمد لله الواحد القهار، وصلى الله وسلم على نبيه المختار، وعلى آله الأطهار، ما اختلف الليل والنهار.
أما بعد:
فهذا كتاب لوامع الأنوار في جوامع العلوم والآثار وتراجم أولي العلم والأنظار،أحد الكتب التي قرأتها على مؤلفه، حجة العصر، ودرة الدهر، ومنبع الفخر، رب الفواضل والفضائل، وزينة هذا الدهر العاطل، البدر الزاهر، والبحر الخضم الزاخر، أمين الله في بلاده، وحجته على عباده، أمير المؤمنين، ومولى المسلمين، عماد الدين المحمدي/ مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي، أيده الله تعالى، وقد أجازني فيه وفي غيره من مؤلفاته، ومسموعاته ومجازاته، إجازة عامة بقوله وخطه - صلوات الله عليه-.
ولقد وجدت رغبة عارمة في تحقيق هذا الكتاب، وتقديمه للطبعة الثانية، وإخراجه بصورة جديدة وكاملة، وتصحيحه من الأخطاء المطبعية، وتنسيقه بعلامات الضبط والترقيم، وقد بذلت ما بوسعي في ذلك، مع كثرة الشواغل والأشغال، وتراكم الموانع والأعمال، وبحمد الله تعالى وإعانته تم لي ذلك، على وجه أرجوا أن يكون مرضيا.
هذا وقد جرت العادة في التحقيق، على أن يضع المحقق مقدمة للكتاب تكون بمثابة نافذة على الكتاب، تعطي القارئ نظرة شاملة، وإلمامة عاجلة، بمحتوى الكتاب، فيترجم لمؤلفه، ويبين منهجه في التأليف، وخطته في إبراز الكتاب وتحقيقه.
ونظرا إلى أن كتاب لوامع الأنوار قد قدم له السيد العلامة/ الحسن بن محمد الفيشي، والسيد العلامة/ محمد رضا الحسيني الجلالي، وقد استوفيا في مقدمتيهما الكلام في هذا الشأن، ولم يتركا مجالا فيه لمن بعدهما، فقد وضعت هذه المقدمة القصيرة، جريا على العادة، وبيانا لما يلزم بيانه.
فأقول وبالله التوفيق:
أما المؤلف(ع) فهو أعرف من المعرفة، وأشهر من نار على علم، لدى الخاص والعام، فمن المستدرك علي وعلى غيري أن أتصدى للتعريف به.
وصفات ضوء الشمس تذهب باطلا
مع أن وجود هذا الكتاب بين يدي القارئ، يوقفه على علم من أعلام الدين الرباني، وإمام في التحقيق، وفريد في التدقيق، ذي باع طويل في شتى علوم الدين والمعرفة، ودراية ومهارة في تنسيق المعاني، وصياغة بديع الكلام.
هو البحر من أي الجهات أتيتهمقدمة المحقق ¶ بسم الله الرحمن الرحيم ¶ وبه نستعين، الحمدلله وسلام على عباده الذين اصطفى، الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، الحمد لله الواحد القهار، وصلى الله وسلم على نبيه المختار، وعلى آله الأطهار، ما اختلف الليل والنهار. ¶ أما بعد: ¶ فهذا كتاب لوامع الأنوار في جوامع العلوم والآثار وتراجم أولي العلم والأنظار،أحد الكتب التي قرأتها على مؤلفه، حجة العصر، ودرة الدهر، ومنبع الفخر، رب الفواضل والفضائل، وزينة هذا الدهر العاطل، البدر الزاهر، والبحر الخضم الزاخر، أمين الله في بلاده، وحجته على عباده، أمير المؤمنين، ومولى المسلمين، عماد الدين المحمدي/ مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي، أيده الله تعالى، وقد أجازني فيه وفي غيره من مؤلفاته، ومسموعاته ومجازاته، إجازة عامة بقوله وخطه - صلوات الله عليه-. ¶ ولقد وجدت رغبة عارمة في تحقيق هذا الكتاب، وتقديمه للطبعة الثانية، وإخراجه بصورة جديدة وكاملة، وتصحيحه من الأخطاء المطبعية، وتنسيقه بعلامات الضبط والترقيم، وقد بذلت ما بوسعي في ذلك، مع كثرة الشواغل والأشغال، وتراكم الموانع والأعمال، وبحمد الله تعالى وإعانته تم لي ذلك، على وجه أرجوا أن يكون مرضيا. ¶ هذا وقد جرت العادة في التحقيق، على أن يضع المحقق مقدمة للكتاب تكون بمثابة نافذة على الكتاب، تعطي القارئ نظرة شاملة، وإلمامة عاجلة، بمحتوى الكتاب، فيترجم لمؤلفه، ويبين منهجه في التأليف، وخطته في إبراز الكتاب وتحقيقه. ¶ ونظرا إلى أن كتاب لوامع الأنوار قد قدم له السيد العلامة/ الحسن بن محمد الفيشي، والسيد العلامة/ محمد رضا الحسيني الجلالي، وقد استوفيا في مقدمتيهما الكلام في هذا الشأن، ولم يتركا مجالا فيه لمن بعدهما، فقد وضعت هذه المقدمة القصيرة، جريا على العادة، وبيانا لما يلزم بيانه. ¶ فأقول وبالله التوفيق: ¶ أما المؤلف(ع) فهو أعرف من المعرفة، وأشهر من نار على علم، لدى الخاص والعام، فمن المستدرك علي وعلى غيري أن أتصدى للتعريف به. ¶ وصفات ضوء الشمس تذهب باطلا ¶ مع أن وجود هذا الكتاب بين يدي القارئ، يوقفه على علم من أعلام الدين الرباني، وإمام في التحقيق، وفريد في التدقيق، ذي باع طويل في شتى علوم الدين والمعرفة، ودراية ومهارة في تنسيق المعاني، وصياغة بديع الكلام. ¶ هو البحر من أي الجهات أتيته
العلامة/ الحسن بن محمد الفيشي، المطبوعة في نهاية كتاب المؤلف - أيده الله تعالى - التحف الفاطمية شرح الزلف الإمامية، وليطع على ما قاله العلماء في مرجعهم وحجة عصرهم.
منهج المؤلف في الكتاب
ذكر المؤلف أيده الله تعالى أنه سيسلك النمط الوسيط، المجانب لجانبي الإفراط والتفريط، فقد سلك - أيده الله تعالى - طريقة آبائه الكرام - عليهم السلام - في تأليفه، حيث أتى به في سهولة الألفاظ، ووضوح المعاني، ونراه يوجز تارة، ويطنب أخرى، حسب ما يقتضيه المقام، إضافة إلى استخدامه لأنواع البديع والبيان، بكثرة وإتقان، مع توشيحه للنص بالاقتباس من آيات القرآن الكريم، وأحاديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وضرب الأمثال نثرا وشعرا.
وقد استخدم بعض الرموز للاختصار، مثل:
(ح)، تحويل، ومعناه الرجوع إلأى طريق أخرى في السند.
(رجع)، ومعناه العودة إلى كلام كان قد شرع فيه، واعترضه بكلام.
عملي في تحقيق الكتاب
أولا: قابلت نص الكتاب على مخطوطة السيد العلامة/ الحسن بن محمد الفيشي، ثم أكملت تصحيح نسختي على نسخة المؤلف المطبوعة المصححة، وأشرت إلى مواضع الإشكال، وسألت عنها المؤلف أيده الله تعالى، فإذا أكثرها نتيجة أخطاء مطبعية، فكتبت ما قد فسره المؤلف في هوامش نسخته وبين أصلها، وتم الصف للطبعة الثانية على نسختي المصححة.
ثانيا: قابلت المصفوفة بنسختين وأصلحت ما فيها من الأخطاء.
ثالثا: قطعت النص إلى فقرات، والفقرات إلى جمل، حسب قواعد التحقيق.
رابعا: وضعت عناوين للمباحث، واعتمدت على ما وضعه السيد العلامة/ الحسن بن محمد الفيشي من الفهارس، مع تغيير فيها بزيادة كلمة أو نقص أخرى، أوتقديم أو تأخير، أو زيادة عنوان أو حذفه.
خامسا: وضعت أرقام صفحات الطبعة الأولى بين خطين مائلين، هكذا / /، مثلا: /234 : نهاية الصفحة 234، ليسهل الرجوع إليها.
صفحة ٣
سادسا: وضعت التفسيرات والتنبيهات في الهامش أسفل الصفحة، وعزيت ما هو من المؤلف إليه.
سابعا: وضعت فهرسا للأحاديث، والأشعار، والأعلام، والكتب، ومباحث الكتاب.
ثامنا: اتبعت قواعد التحقيق المتعارف عليها، كالنقطة والفاصلتين الصغرى والمتوسطة، وغير ذلك.
وفي الختام، أسأل الله أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه لكريم، وأن يرزقنا حراسة الأعمال من المحبطات، وأن يتقبل منا، وأن يطيل في عمر مولانا مؤلف الكتاب - أيده الله تعالى - وأن يثبتنا على نهجه، اللهم اغفر لنا ذنوبنا، وإسرافنا في أمرنا، وصل وسلم على محمد وآله، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
محمد بن علي عيسى الحذيفي
ليلة الجمعة، 5 رمضان 1421ه
تقديم للسيد العلامة/ الحسن بن محمد الفيشي حفظه الله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
وسلام على عباده الذين اصطفى
وبعد: فبين يدي هذا لوامع الأنوار، في جوامع العلوم والآثار، وتراجم أولي العلم والأنظار، الموسوعة الفريدة، والمجموعة الوحيدة، بأساسها المكين، وعمادها المتين، وحصنها الحصين، بفنها الجديد، ومغزاها الرشيد، ومغنمها الحميد.
بمستواها الفائق، ومحتواها الخارق، لأبكار الرقائق والدقائق، بوقفتها مع الدليل، وسلوكها مسلك التنزيل، وهداها لسواء السبيل، ببراعتها في التنقيب، ولباقتها في التهذيب، برقتها في الأسلوب، وسهولتها في الإيصال إلى المطلوب، فهي وجامعها كما قيل:
حكم سحابتها خلال بنانه .... هطالة وقليبها من قلبه
كالروض مؤتلقا بحمرة نوره .... وبياض زهرته وخضرة عشبه
حللت وأبرمت، وأوجبت وسلبت، مع قوة في الحبك، ومهارة في السبك، عقود منضودة، ودروع مسرودة، موادها كتاب الله وسنة رسوله، وموضوعاتها تبيان الحق وجيله، حدودها تكشف عن تلك المعالم، ورسومها تزيل التشكيك فيها والمزاعم، رفعت المرتفع، ووضعت المتضع، ما بين تقريب وتبعيد، وتصويب وتصعيد، بمنطقها الجزل، وحكمها العدل.
لم تدع لذي الداء الدوي نقاهة ولا إبلالا، ولا لألد الخصوم منطلقا ولا مجالا، وقفت لهم بالمرصاد، ولذعتهم بألسنة حداد، رمتهم بثالثة الأثافي، ونسفت آثارهم في الفيافي، صبت عليهم حميم الانتقاد، وألزمتهم الاستسلام والإنقياد، رغم التمرد والعناد، شعر:
إذا غضب الفحل يوم الهياج .... فلا تعذلوه إذا ما هدر
غيره:
وما السمر عندي غير خطية القنا .... وماالبيض عندي غير بيض اللهاذم
غيره:
في كل منبت شعرة من جسمه .... أسد يمد إلى الفريسة مخلبا
قام خطيب أطيارها، على منابر أشجارها، فصدح بفصيح أنغامه، ونثر - على رؤوس أوليائه؛ وفطر أعدائه - بليغ سجعه، وبديع نظامه، شعر:
فأسمعهم قولا ألذ من المنا .... وأحلى من المن المنزل والسلوى
مرامي أطرافها مروج ممتعات، ومسارح سرحها هضاب مخصبات، وشوادي بلابلها هواتف جاذبات، شعر:
هذي الحمائم في منابر أيكها .... تملي الهوى والطل يكتب في الورق
والقضب تخفض للسلام رؤوسها .... والزهر يرفع زائريه على الحدق
بنفسجها يريح الأرواح، وشقائقها مراهم تدمل الجراح، يا لها من رياض أريضة، وجنان عريضة، شعر:
أيا حسنها روضة قد غدا .... جنوني فنونا بأفنانها
أتى الماء فيها على رأسه .... لتقبيل أقدام أغصانها
تنهل وتعل، وتسند وترسل، تورد وتصدر، وتحلي وتمر، ناهيك منها بمثير للخبايا، كاشف لما في الحنايا والزوايا، فاتح للبراعم، كاشف لوجوه التمائم، جال لصداها عن الصادح والباغم.
وكيف لا تكون كذلك ومبدعها من لا يشق له غبار، ولا يوقف له على عثار، ولا تطمس منه آثار، ولا تعكس مقدماته وأخباره، ولا يجزر تياره وإن تظاهر مع عدوه أنصاره.
مولانا وشيخنا، الإمام الحافظ الحجة الحلاحل، والسابق المجلي على السباق الأماثل، أبوالحسنين الأمجد، مجد الدين بن محمد، بيض الله غرته، وأجزل في الدارين كرامته وتحفته.
فحي هلا أخي إلى مائدة الحكمة المتنوعة، وملاك الذخائر النفيسات الرائعة، فقد صارت نصب عينيك، وفي متناول يديك، بعد أن كانت هنا وهناك، لا تخضع لطابع هذا الأسلوب، وبعضها في سر أسرار الغيوب، والعدم المحجوب.
فتصدى لها بجهود جهيدة، في مدة مديدة، واستخرجها من أمهاتها، وأصلح منها ما كان قد أخذ منه الزمن، وجلا الصدى عن وجهها المستحسن الحسن، مع ما ضم إليها من روافدها، شعر:
صفحة ٤
ذكرت فصغرها العذول جهالة .... حتى بدت للناظرين فكبرا ومصداق هذا ما قاله المؤلف حين قال: (فهذا المجموع المبارك - إن شاء الله تعالى - خلاصة ما ينيف على عشرين مجلدا في هذا الباب وغيره، سوى ما من الله تعالى بجمعه وتحصيل نفعه، مما لم يكن مزبورا في كتاب، وليس مختصا بجمع الأسانيد؛ بل يتضمن إن شاء الله فوائد وفرائد من أنواع من الفنون، تقر بها العيون، ويرتاح لها الراغبون).
وقد ركزها المؤلف على أحد عشر فصلا: قال:
الفصل الأول: اعلم أيدنا الله وإياك بتأييده، وأمدنا بمواد لطفه وتسديده أن من أقدم ما يتحتم، وأهم ما يتعين، على الناظر في كتاب ربه، وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم من ذوي الألباب عرفان الحق والمحقين، المشار إليهم بقوله عز وجل: {اتقوا الله وكونوا مع الصادقين(119)} [التوبة]، لما يتوقف عليه من رواية السنة الشريفة، وتفسير الكتاب، ولتوليهم واتباع سبيلهم، المأخوذين على كافة المكلفين بقواطع الأدلة، وإجماع جميع المختلفين.
ثم ساق حتى قال: وقد أقام الله جل جلاله حججة على هذه الأمة كما أقامها على الأمم؛ فكان مما أوجب عليهم وحتم، وأمرهم به وألزم، وافترضه عليهم وحكم، في محكم كتابه الأكبر، وعلى لسان رسوله سيد البشر صلى الله عليه وآله وسلم ، المأخوذ ميثاقه في منزلات السور: الاعتصام بحبله، والاستمساك بعترة نبيه وآل رسوله صلى الله عليه وآله وسلم الهادين إلى سبيله، الحاملين لتنزيله، الحافظين لقيله، العاملين بمحكمه وتأويله، ومجمله وتفصيله.
الذين سيدهم ومقدمهم وإمامهم، ولي المؤمنين، ومولى المسلمين، سيد الأوصياء، وإمام الأولياء، وأخو خاتم الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
وقد أعلى الله شأنهم، وأعلن برهانهم، بما شهد به كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - مما أجمعت عليه الأمة على اختلاف أهوائها، وافتراق آرائها، فخرج في دواوين الإسلام، وعلم به الخاص والعام، ولزمت به الحجة جميع الأنام.
صفحة ٥
ثم ساق في موضوع أدلة وجوب الاستمساك بالعترة المتواتر من الأحاديث والمشهور ونحوهما، كحديث الغدير والثقلين، وأخبار المهدي المنتظر، وأخبار النجوم، وبين الآل، وخبر: لا يؤمن عبد، وخبر براءة، وآية المباهلة، وتفسير: أولي القربى، وأحاديث حب علي، وأخبار السفينة، وأخبار الولاية، وأخبار المنزلة، وفتح خيبر، وأخبار الراية، وأخبار الإنذار، وأخبار المؤاخاة، وسد الأبواب؛ وغيرهن مما ورد في العترة عموما أو خصوصا.
ليبين بذلك أن العترة هم المحقون؛ لأنهم الثقل الأصغر، وأحد الخليفتين لرسول الله في أمته، وأما الحق فهو الثقل الأكبر: كتاب الله، وما إليه من السنة والإجماع، وما سيذكره في الفصل الرابع في إسناده لمذاهب العترة.
ولقد وفق فيما قال، وأجاد في الاستدلال، ثم ألقى عصى الترحال، وانتقل إلى الفصل الثاني حيث قال:
الفصل الثاني: في بيان ما عليه المفارقون لأهل بيت النبوة من هذه الأمة، وما عاملوا به هذه الصفوة من الجفوة واطراح عظيم الحرمة، لما ألزم الله عز وجل من البيان في محكم القرآن بأمثال قوله جل جلاله: {ياأيها الذين ءامنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين} [النساء:135].
حتى يكون الناظر على يقين وعرفان، وتحقيق وبرهان، في أحوال المحقين والمشاقين، وأعمال الموافقين والمفارقين.
ثم ساق في بيان أحوال وأعمال المشاقين والمفارقين من تعديل من عدلوا من الناكثين والقاسطين والمارقين، وموالاتهم لهم، وإساءة الذهبي وشيخه ابن تيمية، وأفضى إلى الكلام على البخاري ومسلم وكتابيهما، ومن تكلم فيه من رجال البخاري، وإلى الكلام على الشيعة والنسائي، وإقرار الحفاظ أنه لم يصح لمعاوية فضيلة.
والكلام على النصب والرفض، وذكر بعض أعلام الصحابة المفضلين لعلي أمير المؤمنين كرم الله وجهه .
ثم إلى الكلام على القدرية، والأخبار في ذمهم هم والمرجئة، ثم تعقب ذلك الخوض في القضاء والقدر، وفي مسائل أخرى من أصول الدين، ثم خرج إلى الفصل الثالث الذي قال فيه:
الفصل الثالث: في إيراد لمع من نصوص كلمات من اتصل بهم سندنا من الأئمة السابقين، ثم من بعدهم من العلماء العاملين، ورسم أسمائهم الشريفة حسب تحريرهم للتبرك بذكرهم، والاقتداء بآثارهم، وكون من سبقهم قد جمعت محرراتهم، وهؤلاء الأئمة الأعلام، والعلماء الكرام لا جامع لما حرروه، ولا مقيد لما زبروه، وإنما هي مفرقة قد كادت تذهب بها أيدي الضياع، وقد نشير في هذا الفصل إلى تعيين بعض ما أخذه العالم عمن قبله إلى آخر ذلك، انتهى.ثم ساق في موضوع أدلة وجوب الاستمساك بالعترة المتواتر من الأحاديث والمشهور ونحوهما، كحديث الغدير والثقلين، وأخبار المهدي المنتظر، وأخبار النجوم، وبين الآل، وخبر: لا يؤمن عبد، وخبر براءة، وآية المباهلة، وتفسير: أولي القربى، وأحاديث حب علي، وأخبار السفينة، وأخبار الولاية، وأخبار المنزلة، وفتح خيبر، وأخبار الراية، وأخبار الإنذار، وأخبار المؤاخاة، وسد الأبواب؛ وغيرهن مما ورد في العترة عموما أو خصوصا. ¶ ليبين بذلك أن العترة هم المحقون؛ لأنهم الثقل الأصغر، وأحد الخليفتين لرسول الله في أمته، وأما الحق فهو الثقل الأكبر: كتاب الله، وما إليه من السنة والإجماع، وما سيذكره في الفصل الرابع في إسناده لمذاهب العترة. ¶ ولقد وفق فيما قال، وأجاد في الاستدلال، ثم ألقى عصى الترحال، وانتقل إلى الفصل الثاني حيث قال: ¶ الفصل الثاني: في بيان ما عليه المفارقون لأهل بيت النبوة من هذه الأمة، وما عاملوا به هذه الصفوة من الجفوة واطراح عظيم الحرمة، لما ألزم الله عز وجل من البيان في محكم القرآن بأمثال قوله جل جلاله: {ياأيها الذين ءامنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين} [النساء:135]. ¶ حتى يكون الناظر على يقين وعرفان، وتحقيق وبرهان، في أحوال المحقين والمشاقين، وأعمال الموافقين والمفارقين. ¶ ثم ساق في بيان أحوال وأعمال المشاقين والمفارقين من تعديل من عدلوا من الناكثين والقاسطين والمارقين، وموالاتهم لهم، وإساءة الذهبي وشيخه ابن تيمية، وأفضى إلى الكلام على البخاري ومسلم وكتابيهما، ومن تكلم فيه من رجال البخاري، وإلى الكلام على الشيعة والنسائي، وإقرار الحفاظ أنه لم يصح لمعاوية فضيلة. ¶ والكلام على النصب والرفض، وذكر بعض أعلام الصحابة المفضلين لعلي أمير المؤمنين كرم الله وجهه . ¶ ثم إلى الكلام على القدرية، والأخبار في ذمهم هم والمرجئة، ثم تعقب ذلك الخوض في القضاء والقدر، وفي مسائل أخرى من أصول الدين، ثم خرج إلى الفصل الثالث الذي قال فيه: ¶ الفصل الثالث: في إيراد لمع من نصوص كلمات من اتصل بهم سندنا من الأئمة السابقين، ثم من بعدهم من العلماء العاملين، ورسم أسمائهم الشريفة حسب تحريرهم للتبرك بذكرهم، والاقتداء بآثارهم، وكون من سبقهم قد جمعت محرراتهم، وهؤلاء الأئمة الأعلام، والعلماء الكرام لا جامع لما حرروه، ولا مقيد لما زبروه، وإنما هي مفرقة قد كادت تذهب بها أيدي الضياع، وقد نشير في هذا الفصل إلى تعيين بعض ما أخذه العالم عمن قبله إلى آخر ذلك، انتهى.
بن القاسم الحسيني الحوثي من الإمام المنصور بالله أحمد بن هاشم، ومن الإمام المنصور بالله محمد بن عبدالله الوزير، ومن إمام العلوم الحافظ محمد بن محمد بن عبدالله الكبسي.
ثم أتبع ذلك بتحرير وزبر الإجازة من الإمام المهدي محمد بن القاسم المذكور أولا للسادة العلماء: حسين بن محمد الحوثي، ولأولاده الأربعة وهم: يوسف بن الإمام، ومحمد بن الإمام، والقاسم بن الإمام، وإبراهيم بن الإمام، ولسيدي العلامة محمد بن منصور والد المؤلف .
ثم أتبع ما ذكر بتحرير وزبر إجازة من الإمام المهدي المذكور للسادة العلماء: عبدالله بن يحيى العجري، وعبدالله بن عبدالله العنثري، وعبد الكريم بن عبدالله العنثري، ومحمد بن إبراهيم بن حورية.
ثم أتبع كلما ذكر بزبر الإجازة من إمام العلوم الحافظ أحمد بن محمد الكبسي لسيدي العلامة محمد بن منصور والد المؤلف .
ثم أتبع بتحرير موضوع من كتاب الإحازة للعلامة عبدالله بن علي الغالبي، ثم عقب بتحرير إجازة من السيد العلامة علي بن يحيى العجري للسيد العلامة عبدالله بن يحيى العجري، ثم حرر بعد ذلك إجازة من العلامة شيخ الإسلام محمد بن عبدالله الغالبي لسيدي العلامة محمد بن منصور المؤيدي والد المؤلف، ثم ختم ما ذكر بتحرير إجازة له ولأعيان علماء عصره من والده.
ثم ذكر المؤلف شيئا من مسموعاته، وسندا من عنده، وهذه الطبقة المذكورة من العلماء تأخر بهم الزمان عن زمان محرري الإجازات والتراجم، فرأى المؤلف فرضية التسجيل لإجازاتهم إلحاقا لهم بسلفهم في هذا الموضوع جزاه الله خيرا ورضي عنه وعنهم، وألحقنا بهم صالحين .
ثم قال: الفصل الرابع: في الإسناد إلى مذاهب آل محمد صلوات الله عليهم جملة، وفي ذكره هنا على هذا الوجه الإجمالي فوائد جمة، منها: تقديم الإفادة بتسلسل الرواية عن قرناء التنزيل، وأمناء الملك الجليل، وأشياعهم الذين هم أكرم قبيل.
ومنها: الابتداء بتعريف طبقاتهم، وتوضيح مراتبهم ودرجاتهم، ومنها: إمكان الإحالة على هذه الأسانيد المباركة فيما يأتي من التفصيل.
ثم ساق إلى أن قال: أروي مذاهب آل محمد صلوات الله عليهم وأصول عقائدهم ودياناتهم في العدل والتوحيد والوعد والوعيد، والنبوات والإمامات، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفقههم، وأحاديث الأحكام من سنة جدهم سيد الأنام؛ عن والدي وشيخي، ورفع السند إلى أن ختمه بقوله: عن أبيه أمير المؤمنين، وسيد الوصيين، وأخي سيد النبيين، علي بن أبي طالب عليهم السلام عن الرسول الأمين، صفوة الله رب العالمين، خاتم النبيين، محمد بن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين؛ فهذه السلسلة النبوية، الهادية المهدية، من العترة الطاهرة، نجوم الدنيا وشموس الآخرة.
صفحة ٦
سلسلة من ذهب .... منوطة بالشهب
ونسبة ترددت .... بين وصي ونبي
سبحان من طهرها .... عن سائبات النسب
من استمسك بهم فقد استمسك بقوي الأسباب، وهدي إلى منهج السنة والكتاب، هم العروة الوثقى، وهم معدن التقى،
وخير جبال العالمين وثيقها
{ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم(21)} [الحديد].
نعم، وهذا السند الشريف من بعد الإمام القاسم بن محمد، منه ما هو متصل ومنه ما هو بواسطة، وقد وقعت الإشارة إلى ذلك بقوله: بطرقه، انتهى.
وقد أتبع بمكتوب من جده الإمام المهدي إلى المدينة المنورة في سنة 1034ه.
ثم قال: الفصل الخامس: في تفصيل المختار من رواة العلوم والآثار، ولنقدم الطرقات إلى مؤلفات آل الرسول، قرناء التنزيل، وأمناء الملك الجليل، على جدهم وعليهم أفضل الصلوات والتسليم، والتكريم والتبجيل، وأولاها تقديما وتشريفا، وأولها تقدما وتأليفا، مؤلفات إمام آل الرسول، وصفوة أسباط الوصي والبتول، فاتح باب الجهاد والاجتهاد، ومقيم حجة الله في الأرض على العباد، الولي بن الولي، الطاهر الزكي، الهادي المهدي، أمير المؤمنين، المبشر به جده الرسول الأمين، أبي الحسين الإمام الأعظم زيد بن علي..إلى آخر ذلك.
ثم أتى بسنده إلى مؤلفي الإمام زيد، مجموعيه: الحديثي، والفقهي؛ ثم عقبه بتراجم، ثم احتجاج أعلام الأئمة برواية أبي خالد، وبتلقي المجموع بالقبول.
ثم بصفة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم بسنده لأمالي أحمد بن عيسى، ثم بذكر وتراجم لبعض الأعلام.
ثم بسند جامع لمؤلفات إمام اليمن الهادي إلى الحق، ومؤلفات إمام الجيل والديلم الناصر للحق، ومؤلفات أئمة العراق: المؤيد بالله، والناطق بالحق، وغيرهما.
ثم بالكلام والإسناد لكتاب الاعتبار وسلوة العارفين، وكتاب الإحاطة للموفق بالله؛ ثم بالسند لأمالي المرشد بالله، وكتاب الأنوار.سلسلة من ذهب .... منوطة بالشهب ¶ ونسبة ترددت .... بين وصي ونبي ¶ سبحان من طهرها .... عن سائبات النسب ¶ من استمسك بهم فقد استمسك بقوي الأسباب، وهدي إلى منهج السنة والكتاب، هم العروة الوثقى، وهم معدن التقى، ¶ وخير جبال العالمين وثيقها ¶ {ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم(21)} [الحديد]. ¶ نعم، وهذا السند الشريف من بعد الإمام القاسم بن محمد، منه ما هو متصل ومنه ما هو بواسطة، وقد وقعت الإشارة إلى ذلك بقوله: بطرقه، انتهى. ¶ وقد أتبع بمكتوب من جده الإمام المهدي إلى المدينة المنورة في سنة 1034ه. ¶ ثم قال: الفصل الخامس: في تفصيل المختار من رواة العلوم والآثار، ولنقدم الطرقات إلى مؤلفات آل الرسول، قرناء التنزيل، وأمناء الملك الجليل، على جدهم وعليهم أفضل الصلوات والتسليم، والتكريم والتبجيل، وأولاها تقديما وتشريفا، وأولها تقدما وتأليفا، مؤلفات إمام آل الرسول، وصفوة أسباط الوصي والبتول، فاتح باب الجهاد والاجتهاد، ومقيم حجة الله في الأرض على العباد، الولي بن الولي، الطاهر الزكي، الهادي المهدي، أمير المؤمنين، المبشر به جده الرسول الأمين، أبي الحسين الإمام الأعظم زيد بن علي..إلى آخر ذلك. ¶ ثم أتى بسنده إلى مؤلفي الإمام زيد، مجموعيه: الحديثي، والفقهي؛ ثم عقبه بتراجم، ثم احتجاج أعلام الأئمة برواية أبي خالد، وبتلقي المجموع بالقبول. ¶ ثم بصفة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم بسنده لأمالي أحمد بن عيسى، ثم بذكر وتراجم لبعض الأعلام. ¶ ثم بسند جامع لمؤلفات إمام اليمن الهادي إلى الحق، ومؤلفات إمام الجيل والديلم الناصر للحق، ومؤلفات أئمة العراق: المؤيد بالله، والناطق بالحق، وغيرهما. ¶ ثم بالكلام والإسناد لكتاب الاعتبار وسلوة العارفين، وكتاب الإحاطة للموفق بالله؛ ثم بالسند لأمالي المرشد بالله، وكتاب الأنوار.
التأذين بحي على خير العمل، ثم بالكلام حول نهج البلاغة مع سنده، والكلام حول شروحه، ثم السند لصحيفة علي بن موسى، وكتاب أنساب الطالبية، وسلسلة الإبريز، ثم الكلام حول الشافي وسنده، ثم حول أنوار اليقين وسندها، وشفاء الأوام وسنده.
ثم انتقل إلى الفصل السادس، في تحصيل السابق، وتفصيل اللاحق، قال: اعلم أيدنا الله وإياك أن هذا الجامع المبارك قد اشتمل فيما مضى وفيما يأتي إن شاء الله على المقصود الأعظم، والمطلوب الأهم، من الأسانيد الصحيحة، الجامعة لمؤلفات أئمة العترة ونجوم علمائهم وأعيان الصفوة من الشيعة رضي الله عنهم على مثال لم يسبق إليه، ومنوال لم ينسج عليه، مع ما فتح الله تعالى به في خلال ذلك من غرر الفوائد، ودرر الفرائد...إلى آخره.
ثم ذكر فيه الاجتماع التاريخي العظيم، وترجمة الحاكم الجشمي، والسند إلى مؤلفاته، وترجمة للقاضي جعفر بن أحمد بن عبد السلام، وإشارة إلى السند إلى مؤلفاته، وإسحاق بن أحمد بن عبدالباعث، والحسن الرصاص، وعبدالله بن زيد العنسي، وعلي بن حميد، وذكر مؤلفاتهم والسند إليها.
وذكر الإمام المعتضد وقصيدة له، والسيد حميدان، والإمام يحيى بن حمزة، وحول الزهراء عليها السلام والإسناد إلى كتاب الروضة والغدير، وطرق إسناد شرح القاضي زيد، وترجمة السيد يحيى بن الحسين صاحب الياقوتة وما إليها، والإسناد إلى مؤلفاته...إلى غير هؤلاء من الأعلام.
ثم معنى الصحيح عند أهل البيت، وعدد أحاديث بخاري ومسلم، وأسباب الاختلاف بين العترة، وتقديم رواية أهل البيت، وقصائد للهادي بن إبراهيم الوزير، وبحث عظيم في صفات رب العالمين، وقصيدة الواثق.
والكلام حول عابد اليمن القاضي إبراهيم الكينعي، وحول فضائل للأئمة عليهم السلام، ثم حول تراجم لبعض الأئمة، والأسانيد إلى الإمام عز الدين، ونفي الذوات في العدم، وحجية قول أمير المؤمنين كرم الله وجه ومعاوية بين الصحبة والاجتهاد، وترجمة لصارم الدين، والأدلة على أن السبطين وأبناءهما أبناء رسول الله.
ثم نبذة يسيرة عن كتاب الفلك الدوار، وتفسير القرآن عن الزيدية، والحديث في ميزان الزيدية وأهل البيت، والدولتان الأموية والعباسية، والشيعة، وكتب الحديث.
صفحة ٧
كما قال في الفصل السابع، في الكلام على أطراف من علوم الحديث: ولنتكلم قبل الشروع في المقصود على مقدمتين وخاتمة؛ المقدمة الأولى: في تعيين الأمهات الموعود بالجمع بينها من كتب العترة والمحدثين، والطريق إليها.
ثم قال: المقدمة الثانية: فيما لا يسع طالب الحديث جهله من علومه، واصطلاحات أهله، وبيان مذهبنا فيه، مع زيادات فوائد وقواعد يحتاج إليها الشيعي العدلي، ويناضل بها الخصوم في المقام الجدلي.
ثم الطريق إلى الكتب الستة وتعدادها، وحول مؤلف جامع الأصول، ومدخل إلى علوم الحديث، وتعريف الصحيح، وانتقاد على المحدثين، وبحث في صحة كتابي بخاري ومسلم، والكلام حول ذلك، ونبذة من علوم الحديث، ومجهول العدالة والضبط.
واعتراف محمد بن إبراهيم الوزير بتضعف أصول أهل الحديث، والكلام على أبي موسى الأشعري، وإشارة إلى أدلة على وجوب الموالاة والمعاداة..إلى غير ما ذكر.
ثم ارتحل فقال: الفصل الثامن، في تحقيق السنة والبدعة على ما تقتضيه نصوص الكتاب والسنة، ضابط البدعة المحرمة: ما خالف الشريعة المطهرة، وهي تقابل السنة، التي هي: الطريقة المحمدية على صاحبها صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين، أعم من أن تثبت بدليل المعقول أو المنقول..إلى آخر ما قال.
ثم أعقب بذكر جماعة من النواصب، وعدد من تكلم فيهم، والمجاهيل في البخاري، ومن أخرج له البخاري ولم يخرج له مسلم، والعكس.
ثم طرق خبر الطير، وذكر خبر العشر الفضائل في أمير المؤمنين علي عليه السلام وخبر عن أبي بكر في تفضيل أمير المؤمنين علي، وخبر الجواز، وقصة الحسين مع الشيخين، وتهنئة أبي بكر وعمل لعلي (ع) بالولاية، وخبر: ((لأبعثن عليكم رجلا مني))..إلى غير ذلك.
ثم قال: الفصل التاسع: في جوامع من معاني هذه الأخبار الشريفة، التي هي من أعلام النبوة ، وهي معلومة قد روتها طوائف الأمة، بألفاظ وروايات مترادفة ومختلفة، مطولة ومقصرة، كأخبار الناكثين والقاسطين والمارقين المتواترة..إلى آخر ما قاله.
في مضمون هذا الفصل أخبار من تولاه فقد تولاني، وخبر المحاربة واختلاف أحكام أهل الكفر، وبحث أخبار الناكثين والقاسطين والمارقين، وأخبار قاضية لأمير المؤمنين بالسيادة والخيرية.
وبحث في الأدلة على إمامة الحسنين، وعلى أن أولادهما أحق بالإمامة، والتخيير لعلي عليه السلام بين القيام والقعود أيام المشائخ، وتحتم القيام أيام الناكثين والقاسطين والمارقين.كما قال في الفصل السابع، في الكلام على أطراف من علوم الحديث: ولنتكلم قبل الشروع في المقصود على مقدمتين وخاتمة؛ المقدمة الأولى: في تعيين الأمهات الموعود بالجمع بينها من كتب العترة والمحدثين، والطريق إليها. ¶ ثم قال: المقدمة الثانية: فيما لا يسع طالب الحديث جهله من علومه، واصطلاحات أهله، وبيان مذهبنا فيه، مع زيادات فوائد وقواعد يحتاج إليها الشيعي العدلي، ويناضل بها الخصوم في المقام الجدلي. ¶ ثم الطريق إلى الكتب الستة وتعدادها، وحول مؤلف جامع الأصول، ومدخل إلى علوم الحديث، وتعريف الصحيح، وانتقاد على المحدثين، وبحث في صحة كتابي بخاري ومسلم، والكلام حول ذلك، ونبذة من علوم الحديث، ومجهول العدالة والضبط. ¶ واعتراف محمد بن إبراهيم الوزير بتضعف أصول أهل الحديث، والكلام على أبي موسى الأشعري، وإشارة إلى أدلة على وجوب الموالاة والمعاداة..إلى غير ما ذكر. ¶ ثم ارتحل فقال: الفصل الثامن، في تحقيق السنة والبدعة على ما تقتضيه نصوص الكتاب والسنة، ضابط البدعة المحرمة: ما خالف الشريعة المطهرة، وهي تقابل السنة، التي هي: الطريقة المحمدية على صاحبها صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين، أعم من أن تثبت بدليل المعقول أو المنقول..إلى آخر ما قال. ¶ ثم أعقب بذكر جماعة من النواصب، وعدد من تكلم فيهم، والمجاهيل في البخاري، ومن أخرج له البخاري ولم يخرج له مسلم، والعكس. ¶ ثم طرق خبر الطير، وذكر خبر العشر الفضائل في أمير المؤمنين علي عليه السلام وخبر عن أبي بكر في تفضيل أمير المؤمنين علي، وخبر الجواز، وقصة الحسين مع الشيخين، وتهنئة أبي بكر وعمل لعلي (ع) بالولاية، وخبر: ((لأبعثن عليكم رجلا مني))..إلى غير ذلك. ¶ ثم قال: الفصل التاسع: في جوامع من معاني هذه الأخبار الشريفة، التي هي من أعلام النبوة، وهي معلومة قد روتها طوائف الأمة، بألفاظ وروايات مترادفة ومختلفة، مطولة ومقصرة، كأخبار الناكثين والقاسطين والمارقين المتواترة..إلى آخر ما قاله. ¶ في مضمون هذا الفصل أخبار من تولاه فقد تولاني، وخبر المحاربة واختلاف أحكام أهل الكفر، وبحث أخبار الناكثين والقاسطين والمارقين، وأخبار قاضية لأمير المؤمنين بالسيادة والخيرية. ¶ وبحث في الأدلة على إمامة الحسنين، وعلى أن أولادهما أحق بالإمامة، والتخيير لعلي عليه السلام بين القيام والقعود أيام المشائخ، وتحتم القيام أيام الناكثين والقاسطين والمارقين.
والمتخلفون عن بيعة أبي بكر، وتواصي الخصوم على ترك البحث عن معنى النصوص، ورميهم لمن يبحث عنها بالرفض، والإقرار بتواتر أخبار الحوض، وانقسام الصحابة إلى ثلاثة أقسام، وانقسام المخالفين من العرب أيام الردة، وبحث في الإمامة..إلى غير ما ذكر.
ثم قال: الفصل العاشر: في البرهان القاطع على تعيين أهل السنة والجماعة، وبيان أهل البدعة والفرقة..إلى آخر ما قال.
ثم كلام أمير المؤمنين في بيان أهل السنة والبدعة، وأهل الجماعة والفرقة، والكلام على جعلهم السنة مكان العترة، وأخبار في العترة، وأخبار في الشفاعة، وفريقا الرفض والنصب، وتشبيه علي بجماعة من الأنبياء عليهم السلام ، واختلاف معاملة الكفار، وطريق جامعة لطبقات الزيدية، وغيرها من الأسانيد..إلى غير ما ذكر.
ثم قال: الفصل الحادي عشر: اللاحق بلوامع الأنوار، والمقصد منه الأهم ذكر أعلام العترة الأطهار، وكرام العصابة الأبرار، الذي عليهم في باب الرواية معظم المدار، والمبحوث عنه أولا وبالذات الرواة الثقات في أصل أسانيد أئمتنا السابقين، ومن بيننا وبين المؤلفين؛ فإن ذكر غيرهم لغرض فبالعرض.
ثم عقب هذا بتراجم لمن ذكره، في المبتدأ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - كرم الله وجهه وآخرهم أبان بن تغلب.
أخي المطلع، قد كشفت لك أكثر الموضوعات، وأشرت إلى بعض جواهر اللوامع النفيسات، ولمثلها فليتنافس المتنافسون، ويتسابق المتسابقون.
ولو تدري ما قد لقي المؤلف في سبيل جمعها وتصحيحها، وما أنفق من عمره النفيس في لم نشرها وتصفيتها؛ لخصصت له جزءا من راتب الابتهال، إلى ذي الكمال والجلال، أن يختم له بالسعادة، ويجزيه بالحسنى وزيادة، خلد الله ذكره، وأعظم أجره، وألحقه بسلفه المطهرين، {تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين(83)} [القصص]، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله المعظمين.
حسن بن محمد الفيشي
وحرر: 17/ صفر / من سنة 1422ه
صفحة ٨
تقديم للسيد العلامة/ محمد رضا الحسيني الجلالي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين، محمد بن عبدالله الصادق الأمين، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى صحابته الأخيار، والتابعين لهم بإحسان، وعلى شيعتهم الأبرار الصالحين، ما بقي الليل والنهار من الآن إلى يوم الدين.
وبعد:
فإني أرى التقديم لهذا الكتاب الكبير، يقتضي من الجهد والوقت الشيء الكثير، كي يكون وافيا، ومؤديا للحق الذي يجب، ولا أملك في ظروفي الخاصة مثل ذلك، إلا أن النزول عند رغبة الإخوان أوجب الاقتصار على هذه العجالة، حتى لا أكون مخلا بهذا الحق، وإن لم أدرك أداء الأول بالشكل التام.
فأقول مستعينا بالله ذي الجلال والإكرام :
هذا الكتاب:
وهذا الكتاب الذي بين أيدينا (لوامع الأنوار) هو واحد من تلك الكتب التوثيقية المؤدية لهذا الدور العظيم.
صفحة ٣
وقد جاء طبع هذا (الكتاب) في هذه الفترة بالذات (أجلا) محتوما لتلك الدعوات الباطلة ضد التراث الإسلامي. /3 فهذا الكتاب: يمثل واحدا من جهود العلماء في سبيل تحصيل العلم والمعرفة، وتوصيل حلقاتها بأوثق العرى، مدى القرون.
ويمثل الحرص والولع الدؤوب والمواظبة التي يبذلها العلماء في سبيل العلم، ونقله وضبطه، والتأكد من سلامته.
ويمثل مدى حرية الفكر في المجال العلمي عند العلماء، واعتمادهم الدليل والبرهان والمنطق، واتباعهم الحجة في الرأي.
ويمثل ضخامة التراث الاسلامي، وسعة أطرافه واتساع المجال الذي يبحث عنه، ويحقق فيه من موضوعات المعرفة البشرية.
وبه وبأمثاله، يمكن أن تتم الحجة على الجهلة بهذا التراث، وتلقم تلك الأفواه التي تنعق بالشبه والتشكيكات المثارة من قبل أعداء الدين، والعلم، والمعرفة الإسلامية ومصادرها.
ثم إن أفضل دور يقوم به هذا الكتاب هو الدفاع عن (الحق) الذي تغافل عن إعلانه بل ذكره كثير من أصحاب العلم والقلم والرأي في التاريخ!
بل سعى بعضهم في هجره وإخماد نوره وإطفائه، وهو: (تراث أهل البيت النبوي الطاهر) الذين كانوا منذ صدر الإسلام وعلى طول خط تاريخه، ومدى القرون الخمسة عشر، وحتى اليوم في طليعة المدافعين عن الإسلام في عقيدته، وفقهه، وكل معارفه.
وهم حاملوا رايته، والمناضلون الشجعان عن قدسيته، مع أن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم والقرآن العظيم أكدا في كثير من نصوصهما، وبمختلف البيانات الصريحة، والإشارات البليغة، على تقديس أهل البيت وأولي القربى، وطهارتهم.
صفحة ٤
وجعلهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم (الخلفاء) له مع القرآن، وأنهما المصدران /4 الأساسيان للمعرفة عند المسلمين بعد الرسول يجب الأخذ منهما واتباعهما، وعدم التفرق عنهما، وذلك في حديث (الثقلين) كتاب الله وعترة الرسول.
رغم ذلك، فإن التغافل عن حق أهل البيت، ودورهم، ودور تراثهم، ليس كاشفا إلا عن انحراف قديم، وتقصير متعمد تجاه مصادر المعرفة الإسلامية.
فهذا الكتاب (لوامع الأنوار) قد تحدث في مقاطع عديدة منه عن هذا الحق المهدور، المتغافل عنه، وقام بالاستدلال المحكم لإثباته، ولزوم الرجوع إليه واعتماده أصلا من أقوى أصول المعارف الإسلامية الحقة، ومن أقوى روافدها الثروة الغنية، عملا بوصية الرسول الأكرم، صلى الله عليه وآله وسلم.
ويكفي هذا الكتاب، وما احتوى عليه من التراث الضخم، دليلا على ما مني به المبتدعون عن أهل البيت من الحرمان، ومدى ما اجترمه المهملون لهذا التراث!
هذا، والسيد المؤلف إنما يتحدث عن تراث أهل البيت في الأوساط الزيدية، فإذا أضيف إليه تراثهم الزاخر في المذهب الإمامي الإثنى عشري، وهو يربو على عشرات الآلاف فإن ذلك الحرمان والجريمة يكونان أعمق وأكبر.
تحديد أغراض الكتاب:
صفحة ٥
ذكر السيد المؤلف دام مجده أنه ألف هذا الكتاب على أساس التماس جمع من طلاب العلم (أن يوصل سندهم بسنده، ويصحح لهم في طرق الرواية معتمدة، ويوضح لهم الأسانيد النافعة الجامعة إلى أربابها /5 كما هي السنة الماضية عند علماء الإسلام، والطريقة المرضية بين ذوي الحل والإحرام).
ويتواضع في حديثه على عادة العلماء الكرام فيقول: (فرجحت الإجابة على الامتناع، على قصر الباع، وقلة المتاع، لما ورد في السنة والقرآن من تحتم التبليغ والبيان، والوعيد الشديد على الكتمان).
ويؤكد أسباب تأليفه، فيقول: (ولما شاهدت تقاعد الهمم، وانحلال العزائم، وانهدام المعالم، حتى كاد يندرس الأثر، وينطمس الخبر والخبر... وما سببه إلا تثاقل الأتباع، وتكاسل الأشياع، من الحفظ لآثار أئمتهم، وأعلام ملتهم، لا سيما في هذه الأعصار: حثالة الحثالة، التي استحكمت فيها أدواء الجهالة).
وهذا تصوير حي لما توصلت إليه الأمة من حالات التردي في الجهل بتراثها، والبعد عن معارفها، ومصادر الثروة الغنية الموثوقة، بحيث تجرأ أدعياء الفكر الجديد، والعقل الجديد، والوعي العربي الحديث على التهجم على الإسلام وأدواته المعرفية!
فهذا الكتاب هو رد علمي على هذه الشرذمة المستأجرة للغرب، ونزعاتهم.
بينما هو أداة لتوعية الأمة، وإرشادها إلى ما في حوزتهم ومتناول أيديهم من ذخائر الفكر والتراث العظيمة، التي تمكن الآباء بها من العيش في الحياة بسلام في عالم الأمس، ومن أجل ذلك استهدفه الغربيون وعملاؤهم في عالم اليوم.
ثم إن وصية السيد المؤلف بضبط الكتاب والتأكد من صحته، مما يؤكد ما ذكرناه من الوثوق بمصادر المعرفة الإسلامية، ويركز هذا /6 الغرض، حيث يقول:
صفحة ٦
(وإني أوصي، وآخذ على كل من نقل كتاب التحف، وهذا المؤلف إن شاء الله أن يتحرى في التصحيح والمقابلة، فقد أبلغت الوسع في طلب الصحة، ولم أرسم شيئا بحمد الله إلا على دقة وتحقيق ووقوف على الأصول المأمونة المصونة....).
إن هذه الوصية بحد ذاتها تفند مزاعم أولئك الأقزام المشككين في التراث الإسلامي، ومصادر المعرفة على أساس من الإشكالات المزعومة في العربية من حيث اللغة، أو الخط، أو الضبط، التي قد تمنى بها هذه اللغة.
فإنما ينفذ مثل ذلك في سوق الجهلة البعداء عن هذه اللغة، وعن دينها، وعن تراثها، وعن مجالس العلم، ومصاحبة العلماء المحققين، أما العاملون بمثل هذه الوصية فهم في مأمن من كل ذلك.
محتوى الكتاب:
إن السيد المؤلف دام مجده لكونه من كبار العلماء وأعيانهم، وممن تربى في حجور العلم، وأحضان المعرفة، ولأنه من السادة الأشراف من العترة النبوية الطاهرة، قد يسر الله له الارتباط الوثيق بمصادر المعرفة الإسلامية، بطريق أعلام الفكر من آبائه الكرام، وغيرهم من العلماء العظام، وبما مد الله له من العمر الطاهر في العقود التسعة الماضية، فهو أوثق عروة تربط عصرنا بأوائل القرن السابق، وإلى أعلى قمم المراتب الشامخة التي تصبو إليها نفوس /7 الطلاب للعلم.
صفحة ٧
هذا، مع ما يملكه من ملكات قدسية، في الإيمان والعمل، وفي مختلف أفنان العلم، وفي مكارم الخلق العظيم من الهمة والمجد والإخلاص والدقة.
فقد تميز بما لم يجتمع إلا للأفذاذ من الرجال، فتمكن لذلك من الإحاطة بأكثر المصادر الأساسية المتداولة في المجتمع العلمي الزيدي، والمعتمدة في تلك الحواضر المجيدة والبلاد السعيدة، وقد عكس صورة من ذلك في هذا الكتاب العظيم، فحق له أن يقول في مقدمته:
(فهذا المجموع المبارك خلاصة ما ينيف على عشرين مجلدا في هذا الباب وغيره، سوى ما من الله تعالى بجمعه وتحصيل نفعه مما لم يكن مزبورا في كتاب، وليس مختصا بجمع الأسانيد، وإنما هو مقصد من المقاصد، وفائدة من الفوائد...).
وقد احتوى الكتاب على كل ذلك ضمن فصول عشرة بالترتيب التالي:
الفصل الأول:
في المطلب الأهم، وهو إثبات حق أهل البيت عليهم السلام في الخلافة عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، والمرجعية الدينية بعده؛ لأنهم قرناء القرآن في المصدرية للمعرفة الإسلامية حسب النصوص الكثيرة، فشرح السيد في هذا الفصل أبعاد ذلك الحق، وفصل الاستدلال عليه بإيراد النصوص وتأكيدها سندا، وبيانها دلالة. /8 الفصل الثاني:
صفحة ٨
في مواقف المعارضين لهذا الحق، وتفنيد مزاعمهم، وذكر ما جنوه على الإسلام والمسلمين جراء ذلك، وهذا التجاسر على مصادر المعرفة واحد من ذلك.
الفصل الثالث:
في بيان أساليب العلماء وجهودهم في توصيل حلقات التحصيل، وذكر آرائهم في هذا المجال.
الفصل الرابع:
في مجمل طرق المؤلف إلى مذاهب أهل البيت عليهم السلام.
الفصل الخامس:
في تفصيل تلك الطرق، وذكر مؤلفي الكتب والمصادر، وخاصة الأئمة من العترة.
الفصل السادس:
في أسانيد بقية الكتب، وذكر مؤلفيها.
الفصل السابع:
في طرق السيد صارم الدين من أوسع المؤلفين عن أصحاب التراجم، وفي هذا الفصل بحث واسع عن أقسام الحديث الشريف وأنواعه، وهو بحث توثيقي قيم.
الفصل الثامن:
في تحقيق معنى السنة والبدعة.
الفصل التاسع:
في جوامع مما ورد في علي وذريته أصحاب الحق المهدور. /9 الفصل العاشر:
صفحة ٩
مميزات الكتاب:
ويمتاز هذا الكتاب بأمور:
1 اشتماله على فوائد مهمة، ومطالب نافعة، حول مختلف المواضيع التي تذكر في الأثناء.
2 اشتماله على تراجم كثير من الأعلام وذكر مواقفهم المجيدة للدفاع عن الحق.
3 تميزه باللغة الواضحة، والفصاحة والبلاغة، والبيان والبديع، مما يشد القارئ، ويجعله أكثر تفاعلا واندفاعا إلى متابعته، والاستفادة منه.
4 اعتماده على الإنصاف، والجدال بالحسنى، واعتماد البرهان والمنطق في استدلالاته.
هذا مضافا إلى كونه من أجمع الكتب في مجال توثيق المصادر، وأوسعها في تعداد المؤلفات التراثية كما أشرنا إليه من قبل، وكل ذلك يدل وبوضوح على قدرة المؤلف الكبيرة على ما تصدى لتأليفه وتصنيفه، وتمكنه من علمه، ووثوقه بعمله، مما يرفع من قيمة الكتاب.
أما المؤلف:
صفحة ١٠
فأظن أن من المستدرك التصدي للتعريف به، بعد ما ذكرناه، وبعد وجود هذا الكتاب أمام القارئ، وهو سيقف من خلاله على عملاق من عمالقة الفكر الإنساني، وبطل من أبطال المعرفة الإسلامية، وإمام في التحقيق، وجامع للمنقول، ومتضلع في المعقول، وحافظ لآيات القرآن وتفسيره، وحاكم في السنة الشريفة سندا ومتنا، ومتبلغ واسع /10 الأطراف، ذو باع طويل في الفقه، ومجتهد ضليع في الأحكام، ومالك لأزمة اللغة وتصريف الكلام، وأديب ماهر في البلاغة والفصاحة، تنساق المعاني طوعا لبيانه، فيصوغها في بديع ألفاظه وكلماته.
إلى جانب تواضع فذ، ووعظ نافذ، وتحرق على الحق وأهله، ومما يجد من التحريف عند المعاندين، والانحراف عن سنن الدين وإلى هدف الإصلاح الذي يتابع به خطواته وحركاته عندما يحاور المخالفين، ويحاول إرشاد قارئيه.
فهو بكل ذلك يمثل بحق (الأئمة الهداة من أهل البيت) الذين أمر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بالتمسك بهم، وجعل الهداية عندهم، والضلالة في مخالفتهم ومفارقتهم، والتخلف عنهم، ومن أراد التوسع في معرفة ترجمته، فعليه بما كتبه تلميذه الوفي الأديب العلامة حسن بن محمد الفيشي حفظه الله، فإنه استوفى ذلك بشكل كامل، وهي مطبوعة في نهاية (التحف شرح الزلف).
صلتي بالمؤلف والكتاب:
لقد تعرفت على شخصية السيد المؤلف دام مجده سنة (1394ه) من خلال معرفتي بأحد تلامذته الكرام ممن زار النجف الأشرف، حيث كنت ساكنا للتحصيل العلمي، فطلبت منه أن يوصل رسالة مني إلى سماحة السيد، وقد استجزته فيها، فأجازني بالجامعة المهمة لأسانيد الأئمة، التي هي مختصر من الفصل الخامس من هذا الكتاب (لوامع الأنوار).
صفحة ١١
وبعد سفري إلى قم واتخاذها دار هجرة لي انقطعت صلاتنا إلى أن اتصل بي أحد الطلبة اليمانيين المهاجرين إلى قم للدراسة، فوقفت /11 على أحوال السيد ومؤلفاته، وفي هذه الأيام زارني بعض السادة من أحبة السيد، فأطلعني على هذا الكتاب القيم، وطلب مني أن أقدم له، وأعرف بموضوعه، وبمكانته التراثية والعلمية، وبموقعه في المكتبة الإسلامية.
فوفقني الله لمطالعة الكتاب، والاستزاده من علمه الزاخر، وقد استندت إلى مخطوطته في تأليفي كتاب (جهاد الإمام السجاد زين العابدين عليه السلام).
ولا بد لي أن أقدم جزيل الشكر إلى فضيلة العلامة السيد محمد قاسم الهاشمي الذي هيأ لي هذه الفرصة.
والحمد لله كثيرا على توفيقه لي لهذا العمل، وأسأله المزيد من فضله إنه ذو الجلال والإكرام، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله الأطهار، وصحبه الأخيار، والشيعة الأبرار، وسلم تسليما.
حرر في الثامن والعشرين من شهر محرم الحرام سنة ألف وأربعمائة وأربع عشر للهجرة.
وكتب السيد: محمد رضا الحسيني الجلالي. /12
صفحة ١٢
التقريض
[من تقريض كتاب لوامع الأنوار للسيد العلامة/ أمير الدين بن
الحسين بن محمد الحوثي]
بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله.
مما قاله المولى العلامة الفهامة، نبراس المحققين، ورأس أهل التقوى واليقين، البقية من الآل، والعمدة من أهل الفضل والكمال، خيرة الخيرة، والطاهر السريرة، من نجوم العترة المنيرة: أمير الدين بن الحسين بن محمد الحوثي الحسني، حفظه الله ورضي الله تعالى عنهم، من التقريض للوامع الأنوار[مالفظه]:
الحمد لله المفيض نعمه، العدل في قسمه، المعز من يشاء، المختص برحمته من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.
سيدي العلامة، بقية أهل الاستقامة، نقطة بيكار بني الحسن، وترجمان علوم الآل في الزمن، ذي المجد الأثيل، والشرف الأصيل، ذي الأنظار الثاقبة، والمعارف الصائبة، مطهر علوم الآل، عن دنس أولي الغي والضلال.
الفاطمي العلوي الأحمدي .... مجد الهدى والدين نجل محمد
نهدي إليك تحية محفوفة .... بالخير والبركات أزكى ما بدي
سلام الله يغشاكم ورحمة الله وبركاته.
صدورها عن أحوال بحمد الله صالحة، ومنن جسيمة، ونعمة مستديمة، نرجوا الله لكم ذلك، وفوق ما هنالك.
...إلى أن قال: وقد فعلت تقريظا بحسب ضعف القريحة للوامع، صدر أسفل هذا، أحب وضعه على نسختكم، وكان المقام خليقا بالبسط والإعظام، ولكن برد الشتاء يطفيء نار الفطنة، والكبر أقحل ناعم القريحة، فاعذروا؛ ولا زلتم في حماية الله ورعايته، وحفظه وكلايته، مؤيدين مخلدين.. إلخ /9 هذا الكتاب مسود لمسود .... ومجدد في فنه لمجدد
صفحة ٩
هذا الكتاب لوامع أنواره .... وضياؤه كالشمس للمسترشد
فيه أسانيد العلوم تصححت .... وفوائد غراء قصد المهتدي
كم حاز من نكت جليل قدرها .... لمؤلف شهم كريم المحتد
في همة قعساء تعلو المنتهى .... شاد العلوم علوم آل محمد
ببلاغة وبراعة وفطانة .... لم لا وذاك سراج عترة أحمد
حامي علوم الآل قام بنصرها .... فأماط عنها دس غاو معتد
وكذاك لاينفك نجم طالع .... منهم لدين الله أي مشيد
فحباك مجدالدين ربك فضله .... فز بالسلامة والكرامة في غد
فلقد أفدت وقد أجدت بما حوى .... هذا من الدر النفيس وعسجد
قولا لمن يبغي الهدى وسبيله .... فعليك بالأنوار فابحث ترشد
تجد السبيل موضحا وملخصا .... عن كل شائبة ورأي مفند
محض الطريق طريق آل محمد .... هذا المرام وبغية المسترشد
ما الحق إلا نهجهم وسبيلهم .... ومخالفوهم في الضلال الأبعد
هم باب حطة والسبيل إلى النجا .... وهم الصراط المستقيم له اقصد
من مال عن منهاجهم فلقد هوى .... من رام غير هداهم لم يهتد
قد جاء في الأخبار قول صادق .... عن جدهم فيهم بما يشفي الصدي
إن كنت لم تعلم بصحة قولنا .... فلتبحث الأنوار بحث المجتدي
ثم الصلاة على النبي وآله .... القائمين بنصر دين محمد
نصحوا لدين الله أي نصيحة .... بتصلب وتصبر وتجلد
أقلامهم وسيوفهم ورماحهم .... منصوبة للكائدين بمرصد
يتهالكون لنصر دين أبيهم .... لا ينثنون عن الجهام الأسود
ما زال أولهم إماما هاديا .... ما انفك آخرهم بذاكم يقتدي /10
صفحة ١٠