============================================================
مكتبة القاهرة ومن ملكه الله أمر نفسه وهواه فقد أتاه الله الملك، قال تعالى ((قل اللهم مالك الملك ثؤتى الملك من تشاء (1) .
وسعت شيخنا أبا العباسي يقول. قال ملك من الملوك لبعض العارفين: تمن على، فقال له ذاك العارف: إلى تعول ولى عبدان قد ملكتهما وملكاك، وقهرتهما وقهراك وهما الشهوة والحرص، فأنت عبد عبدى فكيف آتمنى على عبد عبدى الكسوة الثانية التى يكسوها الحق لأوليائه إذا أظهر لهم كسوة البهاء، وذلك ليحليهم فى قلوب عباده فينظرون إليهم بعين المنة والمحبة فيكون ذلك باعتزالهم على الانقياد إليهم، افلا ترى كيف قال الله تعالى فى شأن موسى الن وألقيت عليك محبة منى (2) وقال تعالى (( إن الذين آمثوا وغملؤا الصالحات سيجعل لهم الرخمن وذا )(2 فحلاهم تحلية التبهية ليحبهم العباد فيجرهم حبيم الى حب الله، والحب فى الله يوجب المحبة من الله، لقوله الكيي حاكيا عن الله ( وجبت محبتى للمتحابين في ) (4) وهى أربع مراتب: الحب لله. والحب فى الله. والحب بالله. والحب من الله، فالحب لله ابتداء، والحب من الله انتهاء، والحب فى الله وبالله واسطة بينهما الحب لله هو أن تؤثره ولا تؤثر عليه، سواه والحب فى الله أن تحب فيه من والاه، والحب بالله أن يحب العبد من أحبه، وما أحبه مقتطعا عن نفسه وهواه، والحب من الله هو أن يأخذ من كل شيء، فلا تحب إلا إياه، وعلامة الحب لله دوام ذكره مع الحضور، وعلامة الحب بالله أن يكون باعث الحظ بنور الله مقهور وضلامة الحب من الله أن يجذبك إليه فيجعل ما صواه عنك تود وقال الشيخ أبو الحسن الشائلى: من أحب الله وأحب لله فقط تعت ولايته، والحب على الحقيقة من لا بلطان على قلبه لغير محبوبه، ولا مشيئة له غير مشيتآته، فإذا من ثبتت ولايته من الله لا يكره الموت، ويعلم ذلك من قوله تعالى ( قل يا أيها الذين هائوا إن زعمثم أنكم أولياء لله من ذون الناس فتمنوا الموت إن كنثم صادقين (5) فإذا الولى على الحقيقة لا يكره الموت إن عرض عليه، وقد أحب الله من لا محبوب له سواه، وأحب له من لا يحب شيئا لهواه، وأحب لقاد من ذاق أنس مولاه، ويتمحض لك (1) (آل ممران: 26) 10 ز مريم: 92) ن أخرجه الزبيدى فى اتحاف الادة المتقين (5 / 240)، وابن عاكر فى تاريخ دمشق (7 /28) 10 ز الجسعة: 1)
صفحة ٣٣