============================================================
مكتبة القاهرة على أن معرفة النفس موصولة إلى معرفة الله تعالى، وهى كون من الأكوان، ففيه إثبات توصيل الكاثنات إليه فاعلم: أنى بتعت شيخنا أبا العباس ع يقول: فى هذا الحديث تأويلان: احداهما: من عرف تفه بذلها وعجزها وفقرها عرف الله بعزته وقدرته وغناه، فتكون معرفة النفس آولا ثم بعرفة الله تعالى من بعد .
والثانى: من عرف نفه عرف رب، آى: من عرف نفه فقد دل ذلك منه على آنه عرف الله من قبل . فالأول حال السالكين والثانى حال المجذويين.
واعلم: بسط الله لك بساط منته وجعلك من أهل حضرته أن الله سبحاته إذا تولى وليا صان قليه من الأغيار، وحره بدوام الأنوار، حتى لقد قال بعض العارفين: إذا كان الحق سبحانه قد حرس السعاء بالكواكب والشهب كيلا يسترق السمع منها فقلب المؤمن أولى بذلك، لقوله تعالى فيما يحكيه عنه رسول الله ( لم يسعنى أرضى ولا مائى ووسعنى قلب عبدى الؤمن (2) فانظر رحمك الله تعالى، هذا الأمر الأكبر الذى أعطيه هذا القلب حتى صار لهذه الرتبة أهلا.
ولقد قال الشيخ أبو الحسن : لو كشف عن نور المؤمن العاصى لطبق ما بين السماء والأرض، فما ظنك بنور المؤمن الطيع، ولقد سمعت شيخنا أبا العياس يقول: لو كشف عن حقيقة الولى لعبد لأن أوصافه بن أوصافه: ونعوته من نعوته.
ولقد أخبرنى بعض المريدين قال: صليت خلف شيخى صلاة فشهدت ما أبهر عقلى، وذلك أنى شهدت بدن الشيخ والأنوار قد ملأته وانبثت الأنوار من وجوده حتى أنى لم أستطع النظر إليه فلو كشف الحق عن مشرقات انوار قلوب أوليائه لانطوى نور الشعس والقسر فى مشرقات أنوار قلوبيم، وأين نور الشمس والقمر من أنوارهم الشمس يطرأ عليها الكسوف والغروب، وأنوار قلوب أولياثه لا كسوف لها ولا غروب، ولذلك قال قائلهم: ان شمس التيار تغرب بالليل وشمس القلوب ليس تفيب ونور الشمس تشيد به الآثار ونور اليقين يشهد به المؤثر ولنا فى دذا المعنى شعرا: مذه الشمس قابلتنا بنور وشمس اليقين أبهر نورا (1) أخرجه الزبيدى فى اتحاف الادة المتقين (7/ 243)، انظر أحاديث القصاص لاين تيمية (1 /1)
صفحة ٣١