============================================================
مكتبة القاهرة طاعة أو وقوعا فى ذنب أو فترة فى الهمة لو ملب لذاذة خدمته وقد كان رجلا من بنى إسراثآيل أقبل على الله تعالى ثم أعرض عنه، فقال: يا رب كم أعصيك ولا تعاقبنى، فأوحى الله تعالى إلى نبى ذلك الزمان : أن قل لفلان كم عاقبتك ولم تشعر، ألم اسلبك حلاوة ذكرى ولذاذة مناجاتى . وفائدة هذا البيان أن لا يحكم لإنسان آذى وليا من أولياء الله تعالى بالسلامة إذا لم ترى عليه محتة فى نفسه وماله وولده فقد تكون محنة اكبر من أن يطلع العباد عليها، وقوله حاكيا عن الله عجل (( وما تقرب إلى المتقربون بمثل أراء ما افترضت عليهم )(1) فاعلم أن الفرائض التى اقتضاها الحق من عباده على قسين: ظاهرة وباطنة: فالظاهرة: الصلوات الخم والزكاة وصوم رمضان والحج والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وير الوالدين، وإلى غير ذلك والباطنة: العلم بالله والحب له والتوكل عليه والثقة بوعده والخوف منه والرجاء منه، إلى غير ذلك، وهى أيضا تتقسم على قسمين: فعل وترك، شىء اقتضى الحق منك أن تفعله، وشىء اقتضى الحق منك أن لا تفعله، وقد جمع ذلك فى آية واحدة فقال الله تعالى (( إن الله يأمر بالعدل والإحان وإيتاء ذى القربى) )(2) فهذا أمر طلب منك أن تفعله ثم قال الله تعالى (( وينهي عن الفحشاء والمنكر والبغى )(3) فهذا أمر اقتضى منك أن تتركه تم اتلم - رحمك الله تعالى- أن الله تعالى لم أمر العباد بشىء وجوبا أو يقتضيه منهم ندبا إلا والمصلحة لهم فى فعل ذلك الأمر ولم يقتضى منهم ترك شىء تحريما أو كراهة إلا والمصلحة لهم فى تركه، أمرهم بتركه وجويا أو ندبا ولسنا نقول كما قال من عدل به عن طريق الهدى أنه يجب عليه رعاية بصالح عباده، بل إنما تقول ذلك عادة الحق وشريعته المستعرة قعلها مع عباده على سبيل التفضل، قليت شعرى إذا قالوا: يجب على الله رعاية مصالح عياده، فعن هو الموجب عليه؟ ثم إذا نظرنا فرأينا كل مأمورية أو مندوب إلية يستلزم الجمع على الله وكل سنهى عنه أو مكروه يتضعن التفرقة عنه، فإذا مطلوب الله تعال من عباده وجود الجمع عليه ولكن الطاعات هى أباب الجمع ووماتله فلذلك آمر بها، والمعصية هي أسباب (1) احرجه الزبيدى فى الاتحاف (477/8) (الإسراء: 79) 0(التحل:90)
صفحة ٢١