188

اللمحة في شرح الملحة

محقق

إبراهيم بن سالم الصاعدي

الناشر

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٤ هجري

مكان النشر

المدينة المنورة

وقيل فيه: إنّه لدخول حرف الجرّ عليه اسم؛ لامتناع دخول الحرف على الحرف، وأنشدوا١: فَلَقَدْ أُرَانِي للرِّمَاحِ دَريَّةً ... مِنْ عَنْ يَمِيْنِي تَارَةً وَأَمَامِي٢ [٣١/ ب] (مُذْ) و(مُنْذُ): حرفان؛ معناهما: ابتداء الغاية في الزّمان كـ (مِنْ) في المكان٣. فـ (مُذْ): مبنيّ على السّكون، و(مُنْذُ): على الضَّمّ؛ فتقول: (لَمْ أَرَهُ

١ في ب: وأنشد. ٢ في أ: وشمالي. وهذا البيت من الكامل، وهو لِقَطَرِيِّ بن الفُجَاءَةِ. والمعنى: يصف نفسه بالشّجاعة، والصّبر على الجِلاد في مَعْمَعَةِ الحرب حين يفرّ الأبطال، فتتقاذف نحوه رماح الأعداء ونِبالُهم، وتأتيه مِن كلّ جانب، وهو ثابت. أو يريد: أنّ المحاربين معه يتّخذونه وِقايةً يتّقون به رماح الأعداء؛ لشجاعته وصبره. والشّاهد فيه: (مِن عن يميني) على أنّ (عن) اسمٌ بمعنى جانب؛ لدخول حرف الجرّ عليها. يُنظر هذا البيت في: شرح الحماسة للمرزوقيّ ١/١٣٦، وأسرار العربيّة ٢٥٥، وشرح المفصّل ٨/٤٠، والمغني ١٩٩، وابن عقيل ٢/٣٠، والأشمونيّ ٢/٢٢٦، والخزانة ١٠/١٥٨، وديوان شعر الخوارج ١٢٦. (مُذْ) و(مُنْذُ) لابتداء الغاية في الزّمان، كما كانت (مِنْ) لابتداء الغاية في المكان.

1 / 235