هل تريدني؟ لا، وإلا فما الذي يمنعها أو ما الذي منعها في كل المرات السابقة؟
هل تمتحن قوتها أو تمتحن قوتي؟
إنها تنظر إلي، تتفرج علي، تدرس ملامحي، تحفظ خطوط أنفي، تدقق النظر إلى أسناني، حتى حينما لويت عنقها وأنا أجذبها من شعرها الجامح، وأهوي برأسها الشامخ تحت رأسي، وشفتيها العنيدتين تحت شفتي، حتى في هذه اللحظة وأنا أكاد أضيع في أول قبلة معها كانت عيناها مفتوحتين واعيتين يقظتين، تتفرجان علي!
امرأة وقحة جريئة منافقة! لماذا لم تغب عن وعيها ككل النساء؟! لماذا؟! هذه المرأة الكاذبة التي تلعب بي!
أنا أكذب على كل الناس، وأتفرج على كل الناس، ولكن هذا حقي، هذا طبعي وأنا حر، ليس من حق أحد أن يناقشني.
ولكن أن تكون هناك امرأة مثلي؟ تمارس من الحرية ما أمارسها؟ تمارس من الكذب ما أمارسه؟ هذه المرأة يجب أن تسحق! وإني لقادر على سحقها.
هذه العنيدة المتكبرة! سأعلمها من أنا! سأجعلها تذكرني دائما، وكلما ذكرتني نفذ الخنجر المسموم إلى قلبها من جديد، الخنجر الذي طعنت به كرامتها وأنوثتها وشخصيتها.
شخصيتها! وهل هناك امرأة لها ما يسمى بالشخصية؟ إنهن جميعا نساء لا يخلصن إلا للرجل الذي يخون، ولا يخن إلا الرجل الذي يخلص. نساء! ولكن كيف عرفت ذلك؟ كيف عرفت ذلك؟ كيف عرفت هذه الحقيقة؟ عرفتها منها؛ تلك التي لا أنساها أبدا، تلك المرأة الوحيدة التي أخلصت لها فكانت هي الوحيدة التي خانتني! لماذا لا أنساها أبدا؟ لماذا؟ ألأنها الوحيدة التي ترفضني؟ أم لأنها الوحيدة التي رفضتني؟ أم لأنها الوحيدة التي لم تعطني فرصة لكي أرفضها؟
إنها تنظر إلي، وفي يدها كأس النبيذ، وإني أجلس إلى جوارها، في بيتها، وكل شيء في مكانه.
ولكن هناك شيئا جديدا! أين؟ أين؟ في صورة البحر؟ على رف الكتب؟ على الحائط الرمادي؟ في كأس النبيذ؟ في عينيها، إنه في عينيها العنيدتين المخادعتين، نعم في عينيها؛ شيء جديد، شيء غريب، شيء ندي طلي يشبه الدموع، يشبه الصدق!
صفحة غير معروفة