وقد عبر «آيش» عن هذا الالتزام في أعماله الأولى بلهجة خطابية أو تعليمية، تذكرنا «ببرشت» في مسرحياته الأولى المعروفة بالمسرحيات التعليمية، ويمكننا أن نستشهد على هذا ببضعة أبيات ينثرها بين الفصول الخمسة، التي تتألف منها تمثيليته الإذاعية الشهيرة «أحلام» (1953م)، وهي أبيات أريد بها أن تقلق المستمعين وتنبههم إلى «الكوابيس» المتربصة بهم، حتى لا يستسلموا للأحلام الغبية السعيدة، تبدأ القصيدة التي تمهد للحلم الأول (وهو يصور مجموعة من الناس حشروا في عربة مظلمة مقفرة، يحسون بالأصوات التي تأتيهم من الخارج، ولكنهم لا يعلمون إلى أين المصير) بهذه الأبيات:
إنني أحسد كل القادرين على النسيان،
الذين ينامون نوما هادئا ولا يحلمون.
وتختتم بهذه الأبيات:
انظروا إلى الواقع: سجن وتعذيب،
عمى وشلل، موت من أشكال عديدة،
الألم الذي لا شأن له بالجسد، والقلق الذي ينصب على الحياة.
الأرض تجمع التنهيدات المنبعثة من أفواه كثيرة،
ومن عيون الناس الذين تحبهم يطل الذهول،
كل ما يجري يهمك أمره ويعنيك.
صفحة غير معروفة