لبيك حج الفقراء

مالك بن نبي ت. 1393 هجري
90

لبيك حج الفقراء

الناشر

دار الفكر آفاق معرفة متجددة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

تصانيف

قد أبحر في عرض البحر، وإبراهيم متكئ على المترسة يستنثق نسيم البحر المحمل برائحة اليود ويتأمل بإعجاب الموج وهو يصطدم بجنبات السفينة، تساءل: (هل ينطق الصينيون الحمد لله مثلنا؟). كان عنده شك في ذلك، لقد تذكر يوم لقائه شخصين منهم قبل الحرب، كانا يبيعان ألعابا رائعة صنعت من ورق بذكاء، دغدغت فضوله الصبياني واهتمامه. لقد سمع حينها الرجل والمرأة وهما يتحدثان إذ لم يفهم منهما حرفا واحدا. كان شغله الشاغل معرفة إن كان بإمكان هذه المرأة الصينية إتمام مناسك الطواف وخاصة السعي حين يجب الإسرع، كان يظن كل النساء الصينيات مسلمات. ولم يكن يتوقع أن استعمال اللغة الصينية يعيق المرأة أو يجعلها غير قادرة على أداء فرائضها الدينية. لم يجد إبراهيم حلا لهذه المعضلة الاجتماعية الصينية، فجنح بفكره إلى مواضيع أخرى. فأخذ يفكر في كيفية لباسه لو استقر في المدينة المنورة، تساءل إن كان سيواصل ارتداء (القندورة) الجزائرية والعمامة أو يستبدلهما بالزي الحجازي. كان لديه ميل إلى هذا الأخير، كانت تعجبه أبهة العباءة والعقال الحجازيين، فقد رأى مطوفا يرتديهما حل ضيفا على أبيه.

1 / 92