وما ضر وهبا قول من غمط العلا * كما لا يضر البدر ينبحه الكلب (غمط كفر النعمة وغمط ويقال أيضا تنقص) فثنى له الوسادة وهش إليه ورفده وحمله وأضافه فلما ان أراد الرجل الرحلة لم يخدمه أحد من غلمان أبي البختري ولا عقد له ولا حل معه فأنكر ذلك مع جميل ما فعل به وانه قد تجاوز به أمله فعاتب بعضهم فقال له الغلام إنا انما نعين النازل على الإقامة ولا نعين الراحل على الفراق فبلغ هذا الكلام جليلا من القرشيين فقال والله لفعل هؤلاء العبيد على هذا المقصد أحسن من رفد سيدهم.
(أقول) ويناسب هنا نقل أبيات ابن الأعسم في المنظومة في آداب الضيف قال رحمه الله:
والضيف يأتي معه برزقه * فلا يقصر أحد بحقه يلقاه بالبشر وبالطلاقه * ويحسن القرى بما أطاقه يدني إليه كل شئ يجده * ولا يرم مالا تناله يده وليكن الضيف بذاك راض * ولا يكلفه بالاستقراض وأكرم الضيف ولا تستخدم * وما اشتهاه من طعام قدم وبالذي عندك للأخ اكتف * لكن إذا دعوته تكلف فان تنوعت له فلا يضر * فخيره ما طاب منه وكثر ويندب الاكل مع الضيف ولا * يرفع قبله يدا لو اكلا وان يعين ضيفه إذ ينزل * ولا يعينه إذا ما يرحل وينبغي تشييعه للباب * وفي الركوب الاخذ للركاب البختري: بفتح الموحدة وسكون الخاء المعجمة وفتح المثناة من فوق مأخوذ من البخترة التي هي الخيلاء. وفي القاموس: البختري الحسن المشي والجسم والمختال.
صفحة ١٦