ذلك مِمَّا هو مكذوب أوْ صحيح ولكن فُتِنَ به مَن فُتِن - نسأل الله السلامة والعافية -، وأشجار أيضًا تُعَلّق عليها الثياب وتُعمل عليها العُقد ويُعْتقد فيها، وكل هذا دِين الشيطان وعبادته، وهي من جِنْس السدرة ذات الأنواط، وفي غير مصر الشام وغيره.
ويكفي هنا أنْ أضْرِب مِثالًا واحدًا وهو قبر الرسول ﷺ، وأنه لو كان معه في قبرهِ الأنبياءُ والرسلُ والملائكة أجمعون وجاء مَن يزعم أنه يطلب الشفاعة والوساطة منهم بينه وبين الله لأنهم مُقربون وَوُجَهاء، فدعاهم أو نَذَرَ لهم أو استغاث بهم وقع في الشرك الأكبر، وما انتفع مثقال ذرة، ويوم القيامة يكونون أشد الخلق له عداوة مع تبرئهم منه، والسِّرُّ في ذلك أن هذه الفاقة التي في القلب والتّوَجّه والانكسار هو عبادة جعلها الله في قلوب عباده له بلا وسيط ولا شريك فِطرةً وتشريعًا، فَيَتَوَجّه القلب مباشرة إلى فوق لِسيّده ومولاه