كتابة السنة في عهد النبي ﷺ والصحابة وأثرها في حفظ السنة النبوية
الناشر
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
تصانيف
هذا مع إجماع كل من الفريقين على أنها نقلت كتابًا، والاختلاف في كون هذه الصحيفة نقلت سماعًا والتقى شعيب بجده أولا.
أما صحيفة همام بن منبه فمن الواضح أن المصنفين بعدها تداولوها صحيفة كالبخاري ومسلم، ومن هنا نشأ الكلام في كيفية رواية أحاديث من هذه الصحيفة وأمثالها، وكانت للبخاري مثلًا طريقته، ولمسلم طريقته في ذلك (١) .
لكن واحدًا منهما أو من غيرهما لم يذكر عند هذه الأحاديث أنها من صحيفة، ذلك أن الاهتمام كله كان منصبَّا على إظهار الالتقاء والسماع، واتصال الأسانيد، ولم يكن منصبَّا على الكتابة التي قد يصاحبها الوجادة، ورواية الأحاديث بها، وبخاصة في الأعصر المتقدمة غير مشروع، وغير معترف به طريقًا لنقل الأحاديث موثقة عند جمهورهم.
وهذا نتذكره دائمًا عند الكلام على صحيفة ما، ولا نجد إلا إشارات عن الكتابة في قليل من أسانيدها.
وعلى هذا فلا يعطي عدم ذكر الكتابة في رواية الأحاديث دليلًا على أن الأحاديث كانت غير مكتوبة.
وفي ظني أنه لولا هذا لظهر كثير مما كتب، مما روي سماعًا في عهد رسول الله ﷺ وعهد صحابته رضوان الله تعالى عليهم.
_________
(١) تدريب الراوي: (١/٥٥٣/٥٥٤) .
1 / 11