(قلت) : ويحتمل أن يكون المراد من قوله عليه السلام "لأجبت الداعي" ولم أراع الناس على حد ما راعاهم يوسف عليه السلام وإن ندبت الى مراعاتهم من وجه آخر كما يعرفه أهل الله تعالى لا سيما وقد ورد: أمرني ربي بمداراة الناس كما أمرني بأداء الفرائض" ويكون قوله عليه السلام: لانحن أولى بالشك من إبراهيم" حيث يتمشى على من يتبادر إلى الأذهان ومعاتبة الله تعالى له عليه السلام في الآية المذكورة قبل أن يوقفه ال ه امن مقامه الشريف على ما هو الأرفع، والله أعلم.
وقال في الباب الرابع والأربعين وخميمائة في قوله تعالى: ل معقبي من بين يديه ومن خلفهء يحفظونه من أمر الله) [الرعد: 11]: ليس المراد اهؤلاء الملائكة هم الحفظة وإنما المراد بهم ملائكة التسخير وهم ملائكة كونون مع العبد بحسب ما يكون العبد عليه يحفظونه عن أن يعرض علي أمر خلاف ما هو مسخر له فهم تبع له . وأطال في ذلك.
وقال في الباب الخامس والخمسين وخمسمائة: قد أطلعني الله على جميع الأولياء المتقدمين والمتأخرين إلى يوم القيامة وما يمنعني أن أعين الناس الأقطاب والأبدال وغيرهم من أهل زماننا إلا خوف الإنكار عليهم ووعدم التصديق لهم، فأكون بذلك سببا في مقتهم؛ على أن الله لم يكلفنا باظهار مثل هذا حتى نكون عصاة لو تركناه وبسط الرحمة على كافة المسلمين أولى من اختصاصها.
قلت: وقد فعل مثل هذا القشيري رحمه الله في رسالته فإنه ذكر الأائل من الرجال في أول الرسالة وما ذكر فيهم الحلاج للخلاف الذي وقع فيه حتى لا تتطرق التهمة لمن ذكره من رجال الرسالة ثم إنه لما ذكر عقائد الرجال على الكتاب والسنة ذكر عقيدة الحلاج أولا وصدر بها الكلام ليزيل بذلك ما في نفوس بعض الناس منه من سوء الطوية رضي الله عنه.
ووقال في الباب السادس والخمسين وخمسمائة : كان شيخنا أبو مدين أحد الإمامين ثم قطب بعد ذلك إلى أن مات سنة تسع وثمانين وخمسمائة اويدل على إمامته أنه كان يقول سورتي من القرآن تبارك الذي بيده الملك
صفحة غير معروفة