180

اغير ربي" أي لا يسعني فيه الالتفات لغيره من ذكر أو غيره والله أعلم.

وقال في الباب التاسع والعشرين وخمسمائة: لا بد من الفترة لكل اداخل طريق أهل الله عز وجل ثم إذا حصلت فإما أن يعقبها رجوع إلى الحال الأول من العبادة والاجتهاد وهم أهل العناية الإلهية وإما أن لا يعقبه رجوع الفلا يفلح بعد ذلك أبدا فيصير من قوم يقادون إلى الجنة بالسلاسل.

وقال: للدنيا أبناء، وللآخرة أبناء وللمجموع أبناء فالكامل من جمع ايهما فكان ابنا للدنيا والآخرة انتهى.

اولا يخفى أن من طلب الدنيا للآخرة فهو ابن لمجموعهما وهو أكمل امن يريد الآخرة فقط كأهل الصفة والله أعلم وقال في الباب السابع والثلاثين وخمسمائة في قوله تعالى: (وتخشى اناس والله أحق أن تخشله) [الأحزاب: 37] : اعلم أن الرجل الكامل واقف مع اما يمسك عليه المروءة العرفية حتى يأتيه أمر الله الحتم فيمتثله . قال: وكان وقوع ما ذكر للنبي مكان قوله : "لو كنت موضع يوسف لأجبت الداعي".

اني : داعي الملك لما دعاه إلى الخروج من السجن فلم يخرج يوسف حتى اقال: (ارجع إى ريلك)* [يوسف: 50] يعني : العزيز الذي حبسه (فسيله ما ابال النسوة التى قطعن أيديهن) [يوسف: 50] ليثبت عنده براءته فلا تصح له المنة عليه في إخراجه من السجن والرسول يطلب ثبوت عدالته عند أمته ومن اهنا كانت خشية رسول الله للناس حتي لا يرد الناس دعوته لما وقع في انكاح زوجة من تبناه إذ كان ذلك مما يقدح في المروءة عند العرب فلذك أبان الله عن العلة في ذلك بقوله: (م) كان محمد أبا أحد من رجالك االأحزاب: 40] الآية فرفع الحرج عن المؤمنين في هذا الفعل فكان من الل ه عالى في حق رسوله ما كان من يوسف حين لم يجب الداعي سواء أولئك الذين هدى الله فهداهم اقتداه أي فلو كان رسول الله مكان يوسف ما أجاب الداعي ولقال مثل ما قال يوسف فعلم أنه ليس مراده بقوله: للو كنت مكان يوسف لأجبت الداعي" إلا تعظيم يوسف كما قال: انحن أولى بالشك من إبراهيم" وقد تقدم بسطه في الكتاب فليتأمل ويحرر

صفحة غير معروفة