كنا في حال كونه في العماء في حال كونه مستويا على عرشه في حال كون ه في السماء في حال كونه في الأرض في حال كونه أقرب إلى أحدنا من حبل الوريد. انتهى والله أعلم وقال في الباب التاسع والأربعين: اعلم أن السبب الموجب لتكبر الثقلين دون غيرهما من سائر المخلوقات أن المتوجه على إيجادهم أسما الطف والحنان والرأفة والرحمة والتنزل الإلهي، فعندما خرجوا لم يروا اعظمة ولا عزا ولا كبرياء إلا في نفوسهم فلذلك تكبروا، وأما غيرهم من الخلق فكان المتوجه على إيجادهم من الأسماء الإلهية أسماء الجبروت والكبرياء والعظمة والقهر، فلذلك خرجوا أذلاء تحت القهر الإلهي فلم يمكن الهم أن يعرفوا للكبرياء طعما. وأطال في ذلك. وقال فيه: إنما جاءت بسم الاله الرحمن الرحيم أول كل سورة لأن السور تحتوي على أمور مخوفة تطلب أسماء العظمة والاقتدار فلذلك قدم أسماء الرحمة تأنيسا وبشرى المؤمنين ولهذا قالوا في سورة التوبة إنها والأنفال سورة واحدة ومن قال: إن كل واحدة سورة مستقلة تحتاج إلى بسملة قال: إن بسملة سورة النمل مكانها احتى لا ينقص القرآن عن مائة وأربع عشرة بسملة ولذلك جاءت بسملة النمل امحذوفة الألف كما جاءت في أوائل السورة ليعلم أن المقصود بها أوائل السور بدليل أنهم لم يعملوا بذلك في: بسو الله يجربلها ومرسلها [هود: 41]) واقرأ بآسو ريك } [العلق: 1].
اقلت: وقد ذكر الشيخ أيضا في الباب الحادي والثلثمائة ما نصه الأوجه اعندي أن سورة الأنفال وبراءة سورة واحدة ولذلك تركت البسملة بينهما وإن كان لتركها وجه هو عدم المناسبة بين الرحمة والتبري؟ ولكن ما لهذا الوج تلك القوة بل هو وجه ضعيف، وذلك أن البسملة موجودة في كل سورة أولها: {ويل* وأين الرحمة من الويل؟ انتهى.
وذكر أيضا في الباب السابع والعشرين وثلثمائة ما نصه: أخبرني الوارد والشاهد يشهد له بصدقه مني بعد أن جعلني في ذلك على بينة من ربي أن اختصاص البسملة في أول كل صورة إنما هو تتويج الرحمة الإلهية في منشور اتلك السورة وأن الرحمة تنال كل مذكور فيها من المسلمين فإنها علامة الله
صفحة غير معروفة