الأحكام فلها وقت آخر وثم مقام رفيع وأرفع". وأطال في ذلك.
ووقال في الباب الثالث والأربعين في حديث "استفت قلبك وإن أفتاك المفتون" : في هذا الحديث ستر لمقام المتورعين فإنهم إذا بحثوا عنه عرفوا به كما اشتهرت أخت بشر الحافي لما سألت الإمام أحمد عن الغزل على اضوء مشاعل الولاة إذا مرت في الليل وقال لها الإمام أحمد: من بيتكم اخرج الورع الصادق لا تغزلي فيها ولو علمت معنى حديث استفت قلبك ما اسالت عن ذلك حين رابها فكانت تدع لك الغزل من غير سؤال وتستر مقامها اولا يثنى عليها بذلك فإنه إنما أعطانا ذلك الميزان في قلوبنا ليكون مقامنا استورا عن الناس خالصا مخلصا لا يعلمه إلا الله، اللهم إلا أن يكون أحدنا مقتدى به فله أن يظهر ورعه ليتبع ووقال في الباب الخامس والأربعين : الكامل من الرجال من جمع بين العوة إلى الله وبين ستر المقام فيدعو إلى الله بقراءته كتب الحديث والرقائق ووحكايات المشايخ حتى لا يعرفهم العامة إلا بأنهم نقلة لا يتكلمون من أحوالهم. قلت: وكان على هذا القدم سيدي الشيخ إبراهيم الجعبري وسيدي أحمد الزاهد وسيدي حسين الجاكي رضي الله تعالى عنهم. وقال فيه: كما اتعبد الله تعالى محمدا بشريعة إبراهيم عليه السلام قبل نبوته عناية من ال ه عالى له حتى فجأه الوحي وجاءته الرسالة فكذلك الولي الكامل يجب عليه ام عانقة العمل بالشريعة المطهرة حتى يفتح الله تعالى له في قلبه عين الفهم عن ه فيلهم معاني القرآن ويكون من المحدثين - بفتح الدال - ثم يرده الله تعالى بعد اذ لك إلى إرشاد الخلق كما كان رسول الله حين أرسل والله أعلم اوقال في الباب السابع والأربعين : ينبغي للمحقق أن لا يذكر الله تعالى الا بالأذكار الواردة في القرآن حتى يكون في ذكره تاليا فيجمع بين الذكر والتلاوة معا في لفظ واحد فيحصل على آجر التالين والذاكرين، فلو أتى ابالذكر من غير قصد التلاوة كان له أجر الذكر دون التلاوة فنقص من الفضيلة ابقدر ما نقص من القصد. وأطال في ذلك، ثم قال في حديث: "للصائم فرحتان: فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه" : اعلم أنه لما كان الصوم سببا القاء الرب كان أتم من الصلاة من هذا الوجه لكونه أنتج لقاء الله الذي هوا
صفحة غير معروفة