اظهرت في صورة حية إعلام للسحرة أن ذلك منه عليه السلام ليس بسحر لأن أحدا الا يخاف من فعله هو لعلمه بأنه لا حقيقة له من خارج. قال: وكان صورة لقف اصا موسى أنها تلقت صور الحيات من حبال السحرة وعصيهم حتى بدت للناس احبالأ وعصيا كما هي في نفس الأمر كما يبطل الخصم بالحق حجة خصمه فيظهر بطلاة ولو كان تلقفها انعدام الحبال والعصي كما توهمه بعضهم لدخل على السحرة الشبهة في عصا موسى والتبس عليهم الأمر، فكانوا لم يؤمنوا والله تعالى اقول { للقف ما صنعوا [طه: 69] وهم ما صنعوا الحبال والعصي بسحرهم ووإنما صنعوا في أعين الناظرين صور الحيات وهي التي تلقفته عصا موسى اعليه السلام ولو كان الأمر على ما توهمه بعضهم لقال تعالى : تلقف عصيهم ووحبالهم. قال: فكانت الآية عند السحرة خوف موسى وأخذ صور الحيات امن الحبال والعصي، وحاصل ما توهمه بعضهم أن الذي جاء به موسى حيني امن قبيل ما جاءت به السحرة إلا أنه أقوى منهم سحرا . وأطال في ذلك، ثم اقال: والسخر مأخوذ من السحر وهو ما بين الفجر الأول والفجر الثاني ووحقيقته اختلاط الضوء والظلمة فما هو بليل لما خالطه من ضوء الصبح ولا اهو بنهار لعدم طلوع الشمس للأبصار فكذلك ما فعله السحرة ما هو باطل حقق فيكون له عدما فإن العين أدركت أمرا ما لا تشك فيه وما هو حق احض فيكون له وجود في عينه فإنه ليس هو في نفسه كما تشهد العين ويظنه الرائي انتهى. وأشار إلى ذلك أيضا في الباب السادس عشر من الأصل (قلت) : وهو كلام نفيس ما سمعنا بمثله قط ووقال في الباب الحادي والأربعين: يقول الله عز وجل في بعض الهواتف الربانية : ل"ايا عبدي الليل لي لا للقرآن يتلى إن لك في النهار سبحا طويلا فاجعل اليل كله لي وما طلبتك إذا تلوت القرآن بالليل لتقف مع معانيه فإن معانيه تفرقك اعن المشاهدة فآية تذهب بك إلى جنتي وما أعددت فيها لأوليائي، فأين أنا إذا كنت في جنتك مع الحور متكثا على فرش بطائنها من إستبرق؟ وآية تذهب بك إلى اجهنم فتعاين ما فيها من أنواع العذاب فأين أنا إذا كنت مشغولا بما فيها؟ وآية تذهب بك إلى قصة آدم، أو نوح، أو هود أو صالح أو موسى أو عيسى عليهم الصلاة السلام وهكذا، وما أمرتك بالتدبر إلا لتجتمع بقلبك علي؛ وأما استنباط
صفحة غير معروفة